رابطة النقاد الرياضيين تنتصر للصمت الرياضي المصري تجاه غزة.. وسط غياب الكبار والجهات الرسمية أبو تريكة ذهب إلى الساحل الشمالي مع أسرته لقضاء إجازة العيد.. ليضيع أبسط أنواع الدعم للمقاومة ورونالدو وبوفون وإسلام سليماني وفريدريك عمر كانوتيه وإريك كانتونا ومحمد صلاح أعلنوا دعم غزة وميسي وجيرارد بيكيه وجوسيب جوارديولا المدير الفني لفريق بايرن ميونخ وفريق ريال مدريد زاروا إسرائيل مرت أسابيع طويلة والعدوان الصهيوني الغاشم يواصل القتل والذبح والدمار في أغلى بقعة بالوطن العربي على النفس «غزة هاشم»، التي ضربت المثل في أروع صور البطولة والصمود في وجه المحتل الغاشم وقدمت الآلاف من الشهداء وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين، وسط صمت يدعو للحيرة والاستغراب، لا سميا الرياضة والرياضيين المصريين الذين أصيبوا بصمت كامل، ولم نسمع أو نرَ أي لاعب يعلن عن تضامنه أو حتى شجب العدوان الصهيوني الغاشم. ففي عام 2008 فاجأ النجم الخلوق أمير القلوب محمد أبو تريكة نجم النادي الأهلي ومنتخب مصر المعتزل مؤخراً الجميع ممن كانوا يتابعون بطولة كأس الأمم الإفريقية وقتها، برفع "فانلته" وكشفه عن "قميص داخلي" عقب إحرازه هدفًا في المباراة التي كانت تجمعه مع نظيره السوداني، ومكتوب عليها باللغتين العربية والإنجليزية "تعاطفًا مع غزة"، والتي كان قد تم حصارها وقتها من الصهاينة منذ نحو الأسبوعين. ونال اللاعب حب الملايين حول العالم لهذه اللفتة الإنسانية الراقية التي تدل على تدينه وإنسانيته ووقوفه بجوار الإخوة والأشقاء في غزة، ليساهم بدوره عبر الرياضة في الكشف عن واقع الأمة العربية والإسلامية المرير وفي القلب منه القضية الفلسطينية والمقاومة. وشنت وسائل إعلام صهيونية حملة عدائية على نجم المنتخب، وطالبت الاتحاد الإفريقي لكرة القدم بمعاقبته؛ ما دعا لتحرك رسمي على المستوى الحكومي والرياضي تجاه غزة في هذه الأثناء والوقوف بجوار اللاعب وغزة لفك الحصار، حتى عبر جميع اللاعبين والرياضيين بمن فيهم رئيس المجلس القومي للرياضة المهندس حسن صقر، عن نبل مشاعر اللاعب تجاه القضية التي يدعمها رياضيو مصر بالكامل ونظموا المسيرات الحاشدة ودعوا لمباريات ودية على أن يذهب عائدها بالكامل لصالح غزة. ولم تكن تلك المرة الأولى التي يعبر فيها تريكة عن تدينه بل سبق وأن أعلن ببطولة أمم إفريقيا التي استضافتها مصر وفازت بها مصر عام 2006، عن استيائه من الرسوم الكاريكاتيرية المسيئة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، والتي نشرتها صحيفة "يولاندز بوست" الدنماركية عام 2005، ثم أعادت نشرها عدة صحف غربية بدعوى حرية الرأي. ومع هذه الحرب البشعة الدائرة رحاها هناك الآن، وما تُخلّفه من فاجعة يومية، فعداد الدم لا يتوقف ولو لدقيقة، والقصف طال أغلب البيوت والشوارع، ورائحة الدم وبارود المدافع يفوح في كل مكان، لم نسمع صوت واحد يندد أو يؤازر. حتى إن الوسط الرياضي الفلسطيني يعيش مأساة خاصةً، حيث تمكن الصهاينة من قتل صلاح أبو سيدو صاحب ال 17عامًا وحارس مرمى فريق الشباب بنادي "التفاح" الفلسطيني، خلال عمليات الاجتياح العسكري التي يشهدها قطاع غزة، ولم يكن أبو سيدو الشهيد الوحيد الذي ينتمي إلى الوسط الرياضي بل سبقه العشرات من اللاعبين والرياضيين الذين سقطوا قتلى جراء العدوان الإسرائيلي على غزة. فقد شن الصهاينة حربًا ضروسًا قبل أسابيع على قطاع غزة أطلقت عليها اسم "الجرف الصامد"، وتوسعت فيها بتنفيذ توغل بري محدود، مصحوباً بقصف مدفعي وجوي وبحري كثيف، أدى إلى مقتل 1600 فلسطيني تقريباً وإصابة 6030 آخرين، وفي المقابل قتل 43 جندياً وضابطًا صهيونيًّا وثلاثة مدنيين، حسب رواياتهم، فيما تقول كتائب عز الدين القسام، الجناح المسلح لحركة حماس، إنها قتلت 80 جنديًّا صهيونيًّا وأسرت آخر. ومع إجازة عيد الفطر المبارك رأينا العديد من نجوم الرياضة المصرية يعلنون عن قضائهم تلك الإجازة في المصايف ومع أسرهم، وفي مفاجأة جديدة وعلى غير العادة توجه أبو تريكة إلى مدينة الساحل الشمالي مع أفراد أسرته لقضاء إجازة العيد، ليضيع أبسط أنواع الدعم للمقاومة سواء على النطاق الرسمي متمثلاً في وزارة الشباب والرياضة أو الأندية والمؤسسات الرياضية، ولا عزاء لأي رياضي مصري في فجيعة غزة وشهدائها. وفي ظل هذا الصمت الطويل والرهيب على الصعيد الرسمي، تقدم محمد القاعود عضو المكتب التنفيذي لرابطة النقاد الرياضيين بمبادرة خيرية لصالح ضحايا الاعتداءات الصهيونية على غزة، مؤكداً بصفته عضوًا بالمكتب التنفيذي للرابطة أنه يتقدم بمبادرة لإقامة مباراة خيرية بين منتخب مصر ومنتخب العرب لصالح ضحايا الاعتداءات الصهيونية الغاشمة على أشقائنا وإخوتنا في غزة، على أن تقام المباراة بحضور الجماهير سواء في مصر أو أي دولة عربية ترحب باستضافتها، على أن يتم تخصيص إيراد المباراة بالكامل وعائد البث التليفزيوني والإعلانات التجارية لصالح أسر الشهداء والمصابين. ليغسل القاعود بهذا الموقف النبيل من مصري أصيل عار الصمت والتجاهل في الوسط الرياضي، خاصةً وأنه جاء من رابطة النقاد الرياضيين التي تشكل الوعي العام للوسط الرياضي العربي بالكامل وفي القلب منه مصر بقوتها وريادتها للأمة العربية في المستوي الرياضي. ودعا عضو رابطة النقاد جميع زملاء المهنة والإعلاميين ونجوم الرياضة والمسئولين في اتحاد كرة القدم والاتحادات العربية والأندية للمساهمة في إنجاح هذا الحدث للقيام بأقل واجب تجاه الأشقاء في محنتهم الكبيرة. وظهر صغار الرياضيين داخل الأندية المصرية بمواقف مشابهة لموقف رابطة النقاد الرياضيين، فقد أعلن فريق كرة الماء بنادي الصيد تضامنه مع غزة وقام بنشر صورة له عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، يعلن من خلاله تضامنه ورفضه للعدوان الغاشم في واحد من أرقى وأكبر الأندية الاجتماعية داخل مصر. ولا يعلم أحد سبب تلك الحالة التي يمر بها الوسط الرياضي المصري تجاه غزة، لاسيما الموقف الرسمي من قِبَل وزارة الشباب والرياضي والتي لم تنشر أي بيان بخصوص العدوان حالها حال الموقف الرسمي للدولة. وعلى النطاق الدولي في عالم الساحرة المستديرة التي تعد العنوان الأول للرياضة، هناك العديد من النجوم حول العالم من يرفضون العدوان الغاشم على غزة منذ فترة، وأعلنوا مواقفهم صراحة وعلى رأسهم البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم هجوم فريق ريال مدريد وأفضل لاعب في العالم لعام 2013، والذي رفض استبدال قميصه مع لاعب الكيان الصهيوني، خلال المباراة التي جمعت منتخب بلاده أمام إسرائيل، ضمن التصفيات الأوروبية الأخيرة، والتي أكد خلالها أنه لن يمنح قميصه لقتلة. وجانلويجى بوفون حارس مرمى فريق يوفنتوس ومنتخب إيطاليا، الذي حرص على التضامن مع الشعب الفلسطيني وأهل غزة، وظهر الحارس بالعلم الفلسطيني تضامناً مع أهل غزة؛ استنكاراً للأفعال الغاشمة للعدو الصهيوني على القطاع. كذلك إسلام سليماني، الذي رفض دعم الفنانة الإماراتية أحلام للمنتخب الجزائري أثناء المونديال، وقال إن الخضر ليسوا بحاجة إلى أموال أي أحد وإخواننا في غزة في أمس الحاجة لها. والمالي فريدريك عمر كانوتيه الذي يعد أشهر نجوم الكرة العالمية تضامن مع القضية الفلسطينية، والذي كلفه موقفه هذا كثيراً، حتى إنه تم عقابه من الاتحاد الإسباني بغرامة مالية بعدما كشف عن قميص يرتديه كتبت عليه كلمة "فلسطين" بعدة لغات، أثناء احتفاله بإحراز هدف في مباراة فريقه ضد ديبورتيفو لاكورونيا في كأس ملك إسبانيا. وأيضاً أسطورة مانشستر يونايتد الإنجليزي إريك كانتونا، أعرب عن دعمه للقضية الفلسطينية، وتحديدًا موقف اللاعب الفلسطيني محمود سرسك الذي كان معتقلاً في سجون الكيان الصهيوني، مطالباً بتدخل الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" للإفراج عنه، حيث كان قد دخل في إضراب عن الطعام استمر لأكثر من 100 يوم، وهو ما تسبب في غضب الصهاينة في فلسطين وأوروبا بسبب موقف اللاعب الذي وصفوه بالمعادى للسامية. ولم يغب النجم المصري ولاعب فريق تشيلسي الإنجليزي محمد صلاح عن دعم القضية الفلسطينية، خاصةً بعدما خطف الأضواء بمواقفه المشرفة خلال لقاء العودة بين فريقه السويسري السابق بازل مع نادي مكابي الصهيوني بالأدوار التمهيدية ببطولة دوري أبطال أوروبا، والتي تعمد خلالها تجاهل مصافحة لاعبي الفريق الصهيوني قبل بداية المباراة، وتسبب في غضب الجماهير الصهيونية في المدرجات. وعلى الجانب الآخر نري أسطورة الكرة العالمية الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم هجوم فريق برشلونة الإسباني يدعم الكيان الصهيوني، خاصةً بعدما انتشرت له صورة أمام حائط البراق، أو ما يسميه الصهاينة "حائط المبكى"، كما أنه كان في حالة سكينة تامة أمام الحائط بجانب ارتدائه القبعة الصغيرة والتي يرتديها الصهاينة المتشددون، ليخسر من وقتها كثيرًا من الدعم لدى عشاقه في الوطن العربي, كما تقابل مع رئيس الدولة الصهيونية شيمون بيريز في مقره بالقدسالمحتلة قبل ساعات من وصولهم إلى استاد بلومفيلد في يافا. وأيضاً جيرارد بيكيه مدافع برشلونة قام بزيارة لدولة الكيان الصهيوني، والصلاة على حائط البراق هو الآخر. بجانب جوسيب جوارديولا المدير الفني لفريق بايرن ميونخ الألماني، فقد زار الأراضي المحتلة، وقام بحضور حفل فني أحيته صديقته المطربة الصهيونية "نينى" على مسرح يحمل اسم "القدس"، على هامش احتفالاتهم بذكرى قيام دولتهم بالقدس. كما زار فريقريال مدريد الإسباني دولة الكيان الصهيوني عام 2011 وكان في استقبالهم شمعون بيريز رئيس الدولة.