في خطوة يرى البعض أنها مهمة للمصالح المصرية، وتؤكد التقارب المصري الروسي في ظرف تاريخي قاسٍ، وسياق آخر لا يشبه التقارب بين مصر والاتحاد السوفيتي سابقًا، تأتي زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي إلى روسيا لبحث تطور الأوضاع بالشرق الأوسط سواء العدوان الصهيوني على غزة، والأوضاع المتردية بليبيا، ما يشكل تهديدًا أمنيًّا على مصر، مع التطرق إلى موضوع إرهاب جماعة داعش بالعراق وسوريا، وعلى هامش اللقاء يتم بحث توطيد التعاون بين مصر وروسيا بجميع المجالات. رصدت "البديل" آراء بعض السياسيين حول أهمية تلك الزيارة في ذلك التوقيت وهل تدفع مصر خطوة إلى الإمام، وهل تكون روسيا بديلًا عن أمريكا بالنسبة لمصر؟ في هذا السياق، قال طارق سعيد عضو الهيئة العليا لحزب الكرامة: إن التقارب المصري الروسي سيكون مهمًا جدًّا في تلك الفترة للسعى إلى تفكيك الهيمنة الأمريكية وخلق توازن للعلاقات، مشيرًا إلى أن العلاقات الجيدة مع الدب الروسي بكل المقاييس في مصلحة مصر، مضيفًا أن بوتن منذ فترة ضد الاتحاد الأوروبي والبيت الأبيض؛ بسبب الأحداث الأوكرانية وضم شبه جزيرة القرم, ولكن يجب ألَّا ننسى أن معه حلفاء أقوياء كالصين. وأوضح أن الاتحاد الأوروبي والولاياتالمتحدةالأمريكية لا يملكان أي ورقة ضغط على روسيا، على العكس فروسيا تملك ورقة ضغط الغاز الطبيعي الروسي المصدر لأوروبا وفي استطاعتها منعه وتجمد المنطقة، وبلد بتلك القوة من مصلحة مصر إقامة علاقات جيدة معها، ستعود على مصر بمكاسب كبرى، فتم الاتفاق مسبقًا على صفقات أسلحة متطورة وهي الخطوة الجيدة في تنويع مصادر السلاح، وبإمكان مصر الاستفادة بتطوير صناعتها بمساعدة روسية، كما تمتلك روسيا خبرات زراعية جيدة وغيرها. وأوضح حسام الأطير، القيادي بجبهة الشباب الناصري، أن زيارة الرئيس السيسي لروسيا تأتي في إطار العلاقات الثنائية بين البلدين، ومن المعروف أن روسيا حليف استراتيجي لمصر وداعم أساسي لها؛ وخصوصًا بعد ثورة 30 يوينو وموقف روسيا المساند والداعم لمصر كان له تأثير إيجابي على مصر، خصوصًا في ظل الموقف الغربي الذي كان معاديًا في البداية لثورة الشعب المصري. وأضاف أنه هناك علاقات قوية بين مصر وروسيا وتعاونًا مشتركًا؛ وخصوصًا في المجال العسكري، والزيارة التي قام بها الرئيس السيسى لروسيا عندما كان وزيرًا للدفاع كانت مقدمة لتعزيز التعاون الثنائي المشترك بين البلدين وفتح صفحة جديدة من العلاقات أكثر تطورًا وانفتاحًا تتناسب مع التغيير في السياسة الخارجية لمصر بعد ثورة 30 يونيو الحقيقة، والزيارة لها لها دلالة كبرى على التغير النوعي في السياسة الخارجية لمصر، خصوصًا وأن الرئيس امتنع عن زيارة أمريكا لحضور القمة الإفريقية الأمريكية، ثم تكون أول زيارة له خارج المنطقة العربية (لروسيا) فأظن أن لها مغزى ودلالة كبيرة، وروسيا حليف قوي ومهم ولها دور فعال في كل قضايا المنطقة، ويجب أن نكسبه وعلى الدولة المصرية تعزيز علاقتها بروسيا في هذه الفترة، التي تشهد تحولات جذرية بالخريطة السياسية بالمنطقة العربية والشرق الأوسط. ويرى هاني عبد الراضي، القيادي باتحاد الشباب الاشتراكي – الجناح الشبابية لحزب التجمع، أن الزيارة تأتي في هذه الظروف لبحث الأوضاع المشتعلة بالمنطقة، وكيفية مواجهتها، مشيرًا إلى أن روسيا حليف رئيس للدولة السورية، وتريد تعميق علاقاتها بمصر؛ لحجمها بالمنطقة ويتفق ذلك الهدف مع الجانب المصري الذي يبحث عن علاقات متوازنة وجيدة مع دول كبرى بخلاف الولاياتالمتحدة، كما تتفق رغبة الدولتين في تهدئة الأوضاع بالشرق الأوسط الذي يعج بالإرهاب، ما يهدد كل دول العالم لتناميه بشكل سريع وغير مسبوق.