غزيرة هي الرؤى التي تنسج حول شخصية " ماكبث " في مسرحية ويليام شكسبير التي تحمل نفس الإسم .. وفي أحد عروض مهرجان المسرح القومي ليوم أمس كان عرض " ماكبث 1- 2 " الذي تم عرضه في مركز الإبداع بدار الأوبرا . العرض الذي يستمر لساعة ونصف يقدم رؤيتين مختلفتين لمسرحية " ماكبث " في شكل عرضين متتاليين لكل منهما فريق تمثيل وديكور مختلف ، فأما الرؤية الأولى فتقدم نفس أحداث مسرحية " ماكبث " حيث يقتل " ماكبث " أمير جلاميس الملك " دنكان " ملك اسكتلندا الذي كان في ضيافته بناء على نبوءة كانت في النص الأصلي لساحرات قابلهن في طريق عودته من معركة مع صديقه القائد " بانكو " بأنه سيصبح ملك اسكتلندا ، لكن العرض يجعل النبوءات تصدر من الإعلام ووسائله فقد أصبح الإعلام هنا معادلا للسحرة أو الساحرات حيث ينصب نقد العرض للإعلام وتناقضاته وترويجه للإشاعات وإفساده الملوك بالنفاق .. كل ذلك بشكل ساخر كوميدي وفق فيه العرض الذي كان موتيفة ديكوره الأساسية شاشات التليفزيون التي نجدها متناثرة على الخلفية وفي المنتصف شاشات مفرغة خشبية متلاصقة دون فواصل يوحي تصافها بالتصارع والمنافسة ومذيعين بماكياج المهرجين سواء كانوا رجالا أو نساء .. هنا في هذه الرؤية " ليدي ماكبث " زوجة ماكبث التي حرضته في البداية على القتل تشعر بالذنب سريعا وترده عن طاقة الشر التي انطلقت فيه لكنها لم تعد تستطيع إيقافها ولا إيقاف طموحه فهي تسعى للتطهر.. حتى يقضي عليها العذاب ، ويستمر " ماكبث" في قتله ومكائده دفاعا عن ملكه حتى يقتل على يد " ماكدوف " بعد أن ضللته النبوءة التي أطلقها الإعلام بأنه لن يهزم إلا إن تحركت غابة بيرنام .. فالإعلام هنا شريك في موته وفي فساده أيضا ولكنه يذهب ويهللون لملك جديد . أما في الرؤية الثانية فيؤدي دور" ماكبث " في قصة العرض ممثل أمرضه تقمص شخصية ماكبث فجاء إلى المستشفى للعلاج خاصة بعد موت زوجته الممثلة التي كانت تؤدي أمامه دور " ليدي ماكبث " وتتشابه الأحداث التي يرويها هنا الطبيب المعالج لعلاج مريضه بإعادة التمثيل حيث يعتقدد أنه سيموت بنهاية المسرحية فيؤدي معه مشهد النهاية بشخصية " ماكدوف " لكن "ماكبث" أو المتقمص لدوره والذي صار يخشى الموت بعد موت زوجته ويقتل هو " ماكدوف " أو طبيبه مغيرا بذلك نهاية المسرحية فقد استولت عليه شخصية ماكبث وطموحها الذي يحطم كل ما أمامها حتى الأبرياء .كان من عيوب العرض طول مدته الذي أرهق المشاهد وجعله يشعر بالملل رغم طرافة الحوار في كثير من أجزائه مع التكرار دون جديد في كثير من أجزاء العرضين . " ماكبث 1-2 " من إخراج وسام أسامة وأحمد فؤاد والديكور لسامح حمدي وندا عبد المجيد .