تباينت آراء الخبراء حول تقرير الفايننشيال تايمز مؤخرا، الذى حذر من الأزمة التى تنتظر العالم الغربى جراء حالة عدم الاستقرار التى يعشيها الشرق الأوسط حاليا وبعض مناطق أوروبا، متخوفا من نشوب أزمة سياسية فى مصر مما سيؤثر بشكل مباشر على القارة الأوروبية العجوز. كما حذر التقرير من الأزمات السياسية التى تحدث فى بلاد مثل العراق، وليبيا، وسوريا وأوكرانيا، وكيف تؤثر تداعياتها على الوضع فى أوروبا، حيث قد تتحول دول القارة إلى موطن للعديد من الأفكار الراديكالية والإرهابية، وقبلة للاجئين والنازحين من تلك البقاع الساخنة، والأهم من ذلك سوف تكون مصادر طاقة أوروبا وخطوط أنابيب نقل ما تحتاجه منها فى خطر فى تلك البلاد. قال الدكتور علاء رزق، الخبير الاقتصادي، إن سوء الأوضاع السياسية في مصر يزيد حجم المخاطر التي من الممكن أن تؤثر على قارة أوروبا بالكامل، مشيرا إلى أن موقع مصر الجغرافي نقطة التقاء الشرق بالغرب، خاصة من ناحية قناة السويس حيث يمر بها أكثر من 8% من حجم التجارة العالمية التي تبلغ 22 ألف مليار دولار. وأضاف الخبير الاقتصادى سوء الأوضاع فى مصر يسبب تخوفات وتحديات اقتصادية من الممكن أن تؤثر سلبا على أوروبا بالكامل، حيث إن القارة العجوز بأكملها تستورد النفط والغاز من منطقة الشرق الأوسط. وأوضح أن سوء الأحوال السياسية في مصر يؤدي إلى تهديد أوروبا بمواردها من النفط مما يؤثر على صناعاتها والزراعة والبيئة وأيضا البترول الذى يدخل في أغلب الصناعات، وبالتالي يؤدي ذلك إلى ارتفاع أسعار الطاقة وارتفاع في أسعار الصناعات، وزيادة في معدلات البطالة وتفاوت في مستويات المعيشة وزيادة حدة المعارضة، وبالتالي يؤدي إلى تهديد حقيقي لعرش الدول الديمقراطية الأوروبية، ويدفع الشعوب على المدى القصير للثورة على حكامهم. ويرى الدكتور أيمن عبد الوهاب، الخبير بمركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية، أن مثل هذه التقارير تغفل بعض الحقائق، مشيرا إلى أنه جزء من آلية إعلامية غربية للضغط على مصر وعدد من الدول العربية. وأكد "عبد الوهاب" أن مصر نقطة توازن للتحركات أو للعلاقات الأوروبية في الدول العربية، لافتا إلى أننا يجب أخذ هذه التقارير في إطار تطورات الغرب عن مصر وبجدية، خاصة فى ظل عدم استقرار الأوضاع بمصر، وموضحا أن الإرهاب المنتشر بالمنطقة ناتج عن تدخل الولاياتالمتحدةالأمريكية وتدخل الأوروبيين فى شئون الدول مثل سورياوالعراق وليبيا. واختتم أن التخوف من انتقال الأفكار الإرهابية إلى أوروبا، بديهي خاصة بعد دعم عدد من دول القارة العجوز للإرهاب في مصر، وبالتالي عليهم تحمل أعباء مؤامراتهم وسياساتهم الداعمة للإرهاب.