شهدت الأسواق المصرية خلال السنوات الأخيرة تراجعا ملحوظا لبعض أنواع الفاكهة، التي لجأ عدد من التجار إلى استيرادها من الخارج؛ لارتفاع أسعارها وخلو الأسواق من الأصناف المحلية. قال الدكتور محمد حجاج، أستاذ بمعهد بحوث البساتين بمركز البحوث الزراعية، إن هناك ثلاثة أنواع من الفاكهة اختفت أصنافها المحلية تقريبا من الأسواق كالمشمش والبرقوق والكمثرى؛ نتيجة لأسباب مختلفة أثرت على إنتاج كل نوع. وأشار "حجاج" ل"البديل" اليوم، إلى أن فاكهة مثل المشمش تراجعت زراعتها؛ لتدني أسعارها حيث وصل الكيلو من الصنف الأمريكي إلى 45 قرشا وهو سعر لا يتوائم مع تكاليف إنتاجه، فاضطر أصحاب المزارع إلى تقليع أشجاره والتحول إلى إنتاج زراعات أخرى، بجانب أن فترة إنتاج المحصول لا تتعدى الشهر الواحد مما يعطي فرصة للتجار بالتحكم في الأسعار. وأوضح أيضا أستاذ البساتين أن الكمثرى أصابها مرض اللفحة النارية الذي أجهز على محصول الكمثري بالتزامن مع عدم وجود المبيدات الفطرية المناسبة للقضاء على المرض مما اضطر المزارعين إلى تقليع الأشجار. ولفت "حجاج" إلى أن أشجار البرقوق تحتاج لوحدات بروده عالية، وهو ما لا يتوفر في مصر، فضلا عن غياب الوعي لدى المزارعين بأهمية زراعة عدة أصناف من أشجار البرقوق في المزرعة الواحدة لاتمام عملية عقد الثمار؛ لأنها من الأشجار التي بها عدم توافق ذاتي. واختتم: أصناف هذه الفاكهة ستعود تدريجيا خلال السنوات المقبلة؛ لارتفاع أسعار المستورد منها في الأسواق المحلية، وارتفاع الوعي لدي المزارعين وإدراكهم الأخطاء التي كانوا يمارسونها في السابق وتلافيها في الزراعات الجديدة.