لطالما ارتبطت أسماء عمليات العدوان الصهيوني على قطاع غزة بالمعتقد الديني، لتبرهن على عنصرية الكيان الصهيوني وبربريته، اللذين تنبذهما كل الأديان السماوية، وظهر ذلك جليًا فى المصطلح التوراتي المذكور فى سفر المزامير «الجرف الصامد»، وهو مسمى العملية الإرهابية التى بدأها الاحتلال منذ 14 يومًا، وأسفرت عن استشهاد ما يزيد عن 500 فلسطيني حتى الآن. «البديل» بدورها سعت لرصد العمليات الإجرامية للاحتلال الصهيوني ضد فلسطينالمحتلة، منذ سنوات وحتى كتابة هذه السطور، مع تقديم شرح وافٍ لأسمائها وتحليل نتائجها. عامود السحاب :- هي العملية الأخطر والأكثر جرمًا في تاريخ الكيان الصهيوني، وكلمة «عامود السحاب» توراتية، ذكرت في الإصحاح «21» من سفر الخروج، وتعني وفقًا للتفسيرات الدينية اليهودية، أن في السحاب معاني المطر والخير والتنقية، كما تحمل معنى المعمودية أيضًا، فقد كانت السحابة تظللهم في النهار فتمنع عنهم حرارة الشمس المحرقة، بينما كان عامود النار يحمل معاني التنقية والنور للإرشاد والتطهير. أطلقت قوات الاحتلال هذه العملية فى نوفمبر 2012، واستمرت لمدة 8 أيام، وأسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الفلسطينيين، حتى قرر رئيس الوزارء الإسرائيلي نتنياهو استهداف أحمد الجعبري، أحد قادة حركة حماس. ولم تصمت حماس أمام ذلك الوضع بل ردت بإطلاق صواريخ تجاه إسرائيل، فاستهدفت طائرات الأخيرة مواقع تابعة لكتائب القسام منها موقع بدر 5، وسجن الأنصار، ومواقع خاصة بوزارة داخلية فلسطين والحكومة الفلسطنية. السور الواقي:- أُجريت في الضفة الغربية عام 2002، بأمر من رئيس الوزراء السابق أرئيل شارون، والتي اقتبس اسمها من إحدى الممارسات اليهودية التي كان يقوم بها بنو إسرائيل، حيث أن أي مدينة إسرائيلية كان لها سور، يحيط بجوانب المدينة الأربعة، بالإضافة إلى وجود مجموعة من الحراس، يحاولون التوسع على حساب المناطق المجاورة، وهو ما طبقته إسرائيل في بداية إحتلالها لفلسطين من اكتساح لمنطقة خالية ثم التوسع في الأطراف، و لذلك لا يوجد لدولة إسرائيل دستور لأنها لا تملك حدود. الرصاص المصبوب :- استوحى الصهاينة مسمى عملية «الرصاص المصبوب» من التوراه، حيث تتكون من كلمتين، الأولى «طلقة» أو «رصاصة» والكلمة الأخرى «المصبوب» أو «المذاب»، و الاسم يعني حرفيًا الكتلة المصهورة أو المذابة، وذكرت في التوراة بمعني أنه يجب أن تذوب أجساد الأعداء، ولها معنى آخر، وهو أنه يجب أن تتعامل إسرائيل مع أعدائها ك«الرصاص المصبوب». بدأت تلك العمليه بعد انتهاء تهدئة دامت لمدة ستة أشهر، كان قد تم التوصل إليها بين حركة المقاومة (حماس) من جهة والكيان الصهيوني من جهة أخرى برعاية مصرية في يونيو 2008، ولم تلتزم إسرائيل ببنود الهدنة ولم ترفع الحصار المفروض على القطاع، ورفضت قبول حماس تمديد التهدئة لتصرفات إسرائيل. وقبل انتهاء التهدئة في نوفمبر 2008، قام الكيان الصهيوني بتنفيذ غارة على قطاع غزة نتج عنها قتل ستة أعضاء مسلحين من حماس، وهو ما دفع حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة بإطلاق أكثر من 130 صاروخًا وقذيفة هاون على مناطق في جنوب إسرائيل، قابلتها إسرائيل بعملية الرصاص المصبوب يوم السبت 27 ديسمبر 2008 وأسقطت فيها 1417 شهيدًا بينهم 926 مدنيًا و412 طفلًا و111 امرأة وإصابة 4336 آخرين، وسقط من جيش الاحتلال 10 جنود إسرائيليين و3 مدنيين وأصيب 400 آخرين بالهلع بحسب اعتراف الجيش الإسرائيلي. ويبدو أن سيناريوهات الاحتلال مكررة، حيث أعلنت الحكومة الإسرائيلية أن العملية تستغرق وقتًا ولن تتوقف حتى تحقق أهدافها بإنهاء إطلاق الصواريخ من غزة على جنوب إسرائيل، ولم تكن تعلم أن القدر يخبئ لها أن صواريخ المقاومة قد تصل إلى تل أبيب. وأشارت تقارير منظمة "هيومن رايتس ووتش" إلى استخدام إسرائيل لأسلحة فسفورية، وهى من الأسلحة المحرمة دوليا، في هذه العملية. الجرف الصامد :- «الجرف الصامد» مصطلح توراتي ذُكر في سفر «المزامير»، ومعناه التوراتي، هو أن يكون المجتمع الإسرائيلي صامدًا كالصخرة أمام أي اعتداء من الفلسطينيين، على حسب إدعاء الصهاينة. وقد تكون عملية الجرف الصامد المستمرة حتى الآن هي الهجمة الأعنف ضد غزة، خاصة بعد الاجتياح البري وارتفاع عدد الشهداء إلى أكثر من 300، يتقدمهم الكثير من الأطفال والنساء إضافة إلى تشريد ما لا يقل عن 40000 شخص، بحسب منظمات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة والتى طلبت مساعدات بقيمة 60 مليون دولار. إلا أن ظهور حماس والجبهه الشعبية وسرايا القدس وغيرها من جهات المقاومة وهى تمتلك لصواريخ بعيدة المدى تستطيع الوصول حتى منطقة تل أبيب ويصل مداها إلى نحو 60 كيلومتر، إلى جانب صواريخ القسام المعروفة والقديمة والتي يغطّي مداها جميع بلدات الجنوب، هي التى ستؤدي إلى هزيمة عملية الجرف الصامد عن قريب. «عمليات الكيان الصهيوني ضد فلسطين دائمًا ما تفشل، لا سيما أنهم فقط يحاولون الترويج لها عن طريق الإعلام العالمي، متجاهلين حقيقة ضعفها الكبير»، هذا ما أكده الدكتور مختار الحفناوي، أستاذ الإسرائيليات بجامعة القاهرة، مشيرًا إلى انخفاض عدد الجيش الصهيوني وضعفه فى الوقت الراهن، لذا فإن «الاجتياح البري الذي يقوده الاحتلال ضد القطاع سيفشل أمام المقاومة لا محالة». وأضاف: «الكيان الصهيوني دائمًا ما يهول من عملياته العسكرية عن طريق الإعلام، ولا يعترف أبدًا بالرعب الذي تسببه له صواريخ القسام على سبيل المثال رغم صغر حجمها وضعفها».