وجهت جماعة الإخوان المسلمين الشكر للشعب المصري بعد مشاركته غير المسبوقة في الانتخابات البرلمانية الأولي بعد ثورة 25 يناير والتي بدأت المرحلة الأولي منها اعتبارا من الأمس في تسع محافظات علي مستوي الجمهورية. وورد نصأً في البيان الذي أصدرته الجماعة: “يا شعب مصر العظيم .. آثرنا أن نخاطبك قبل أن تظهر النتائج، لكي نقدم لك جزيل الشكر والتقدير على موقفك في صناعة يوم تاريخي ولحظة فاصلة في حياتنا جميعاً كمصريين، بالإقبال الشديد غير المسبوق والمنقطع النظير في تاريخ مصر كله”. واستطرد البيان الموجه للشعب: “إنك بذلك إنما تصنع مستقبلا زاهراً لك ولأجيالك في ظلال الحرية والكرامة والسيادة والديمقراطية والعدالة والنهضة، التي سيكرمنا بها جميعاً رب العزة صاحب الفضل، كما أكرمنا بثورتنا المباركة والتي لا فضل لأحد فيها علينا غيره”. وأكدت الجماعة إلتزامها بنتيجة الانتخابات مهما كانت، قائلة: “إننا ونحن نقدم لك هذا الشكر، إنما نقدمه لك على هذا الأداء الحضاري المتميز والإدلاء بصوتك في هذه الانتخابات بغض النظر عن النتيجة، لأننا نحترم إرادتك ونرضى بأختيارك – أياً كان – لأن هذا مقتضى الديمقراطية التي ندعو إليها ونلتزم بها، كما نتقدم بالشكر إلى كل من أسهم في إنجاح العملية الانتخابية إدارةً وتأميناً”. وأشار البيان الي عدة دلالات من مشهد الحشود المتدفقة على لجان الانتخابات أمس واليوم ، أبرزها: _ أن الحرية هي الحياة وأنها تفجر في الإنسان أنبل وأعظم ما به من خصائص وخصال. _ وأن الديكتاتورية تدفن هذه الخصال وتطلق في الإنسان أسوأ غرائزه . _ وأن الشعب المصري ليس شعبا خانعاً ولا سلبياً، مثلما كان يشيعه الأفاكون، ولكنه شعب إيجابي حر واعٍ كريم. _ أن الشعب انتصر في ثورة 25 يناير وكسر حاجز الخوف وقدم التضحيات الغالية من الأرواح والدماء. _ وأنه انتصر أيضا في 28 ، 29 نوفمبر على حملات الإرهاب والتخويف والتفزيع، التي أشاعها عدد من الإعلاميين والسياسيين والمثقفين بأن الدماء سوف “تسيل للركب”، وأن التزوير لن تكون له حدود، وأثبت بملايينه التي وقفت في طوايير طويلة لساعات كثيرة وتحت المطر في بعض المحافظات أن فلسفة بعض الإعلاميين والسياسيين وتحليلاتهم المغرضة إنما هي ثرثرة فارغة ومضيعة للوقت وإثارة للجدل. _ أن قرار إجراء الانتخابات في موعدها كان هو القرار الصحيح، وهو ما كنا نطالب به دائما. _ أن مطالب ميدان التحرير العليا، وأهداف المعتصمين فيه إنما تتحقق بصناديق الاقتراع، والإسراع على طريق المسيرة الديمقراطية، ليتسنى نقل السلطة من المجلس العسكري إلى السلطة المدنية المنتخبة. وأختم البيان : “بقدر سعادتنا بالحدث الديمقراطي العظيم ، كان أسفنا للحملات الإعلامية الظالمة التي وُجهت لنا قبل وأثناء الانتخابات، ولا نعتقد أنها ستتوقف بعد الانتخابات، والتي وصفتها مجلة فورين بوليسي منذ أيام بقولها : “إن هناك حالة هياج سياسي في الإعلام المصري ضد جماعة الإخوان المسلمين”، ودعوتنا لإخواننا المصريين أن لا يتأثروا بهذه الدعاية المغرضة، وأن يعرضوا الأخبار والآراء على عقولهم وقلوبهم، فنحن نثق في ذكائكم واستقامة فطرتكم ومعرفتكم بالحقائق التي تكشف الأكاذيب”.