تحفظت كل فصائل المقاومة الفلسطنية على مبادرة مصر التى أطلقتها أمس الأول لاحتواء الموقف المتشعل في غزة، ورفضتها كل من فصائل: «سرايا القدس»، «الجبهة الشعبية للمقاومة»، و«حماس» وكل عناصر المقاومة في فلسطين، مشترطين لقبولها الإيقاف المتبادل للحرب وانسحاب الدبابات الصهيونية إلى حدودها، بالإضافة إلى إطلاق سراح جميع المعتقلين الفلسطينيين منذ 23 يونيو 2014 وتحسين ظروف الأسرى الفلسطنين. وأكدت المقاومة أن قبول المبادرة لن يتم إلا بالتوقيع على تهدئة لعشر سنوات ونشر مراقبين دوليين على الحدود، والتعهد من قبل حكومة الكيان الصهيوني بعدم اختراق الأجواء الفلسطينية والتسهيل على المصلين في الأقصى وعدم تدخل الاحتلال في شئون الحكومة الفلسطينية. ورأى فيه عدد من المختصين في الشأن «الإسرائيلي»، في الشروط التى وضعتها المقاومة لقبول المبادرة المصرية حقوقا مشروعة لهم، خاصة وأنها تتضمن عدم دخول الاحتلال في شئون الحكومة الفلسطينية، وهو ما يعني بدايات الحصول على الاستقلال، موضحين أن الكيان الصهيوني لن يقبل بهذا على الإطلاق لأنه يريد فرض سيطرته حتى يحتل دولة فلسطين كلها كما يخطط ويأمل. قال الدكتور منصور عبد الوهاب – أستاذ الإسرائيليات بجامعة عين شمس، إن المقاومة الفلسطينية لها الحق الكامل في رفض المبادرة المصرية لأنها ساوت بين المقاومة والكيان الصهيوني المغتصب، مشيرًا إلى أن المبادرة إذا تضمنت البنود التى تريدها المقاومة من تحويل معبر رفح إلى معبر دولى تشرف عليه الأممالمتحدة والدول العربية الصديقة ستكون خطوة جديدة في صالح فلسطين. وأضاف «عبد الوهاب» أن رفض المقاومة الفلسطينية المبادرة ليس له أي علاقة من بعيد أو من قريب بالسلطة المصرية وما تفعله، مؤكدًا أن المقاومة ترفض المبادرة لأنها تريد تحقيق أهدافها التى هي حقوق مشروعة، ولا بد أن يكون كل عربي غيور عليها حتى يتم تحقيقها. وأكد أن المبادرة المصرية كان يجب أن تتضمن تهدئة تصل إلى مدة كبيرة، حتى 15 عاما أو أكثر، لضمان عدم تنفيذ مذابح في حق الشعب الفلسطيني مرة أخرى. وقال الدكتور مختار الحفناوي – أستاذ الإسرائيليات، إن المقاومة الفلسطينية تثبت كل يوم أنها كيان قوي، لن يستطيع الكيان الصهيوني هدمه، مشيرًا إلى أن رفض المقاومة مبادرة مصر لعدم رؤية صالح فلسطين فيها هو موقف صحيح لأن المقاومة تعلم أهدافها بشكل واضح. وتابع «الحفناوي»: الحديث عن المقاومة لا يعني "حماس"، فالمقاومة الفلسطينية تتمثل في عديد من الحركات وليس حماس فقط، مشيرًا إلى أن الكيان الصهيوني لن يتمكن من الصمود أمام المقاومة كثيرًا، وحتى إذا رفضت المقاومة المبادرة المصرية بشكل نهائي، فلن العدو الصهيوني المحتل شن عملية برية على فلسطين لقلة أعداد جنوده القادرة على عملية برية كهذه. فيما قال الدكتور جمال زهران – أستاذ العلوم السياسية، إن فصائل المقاومة الفلسطينية رفضت المبادرة المصرية، لأنها لا تتماشى مع سقف طموحاتهم، مشيرًا إلى أن المبادرة لو صدرت في بداية اعتداء الكيان الصهيوني كان من الممكن أن تقبل بها المقاومة، لكنها تأخرت كثيرا. وتابع «زهران»: إن الوضع الفلسطيني الآن متوتر ولا يتحمل إمساك العصا من المنتصف من جانب أي من الطرفين، وعلى الجميع أن ينظر لصالح فلسطين ويترك الكيان الصهيوني ولا ينظر لتصالحات لأن العدو الصهيوني هو الطرف المعتدي الذي يغتصب حقوق الشعب الفلسطيني والشعوب العربية.