حقق المنتخب العربي الجزائري معجزة كروية مشرفة بعدما نجح في التأهل للمرة الأولى في تاريخه والثالثة في تاريخ العرب إلى الدور الثاني لبطولة كأس العالم، وذلك بعدما أنهوا مشوارهم في المجموعة الثامنة بتعادل إيجابي وكافي أمام روسيا بهدف لكل فريق في مباراة بطولية لمحاربي الصحراء. الجزائر لم تسرق تأهلها ولكنها نالته عن جدارة واستحقاق بعد أداء هو الأروع أمام كوريا الجنوبية، ثم أداء لا يقل شجاعة أمام روسيا، وعادوا من تأخر بتعادل ممتاز، ليحلوا في المركز الثاني ب4 نقاط، ليواجهوا الوحش الألماني في الدور المقبل، بينما تصدر المنتخب البلجيكي المجموعة بالعلامة الكاملة بعد فوز ثالث على كوريا الجنوبية بهدف للاشيء، وسيواجه في ثمن النهائي الولاياتالمتحدةالأمريكية. الشوط الأول امتلكت فيه الجزائر الأفضلية الميدانية في الملعب، بينما كانت روسيا هي الأفضل تكتيكيا، والأذكى في الوصول للأهداف التي أرادتها، لاسيما بعد الهدف المبكر. روسيا دخلت اللقاء بتشكيل مغاير عن المبارتين الماضيتين خاصة في إشراك الخبير كيرجاكوف في الهجوم بجوار كوكورين، بينما لعب الجزائريون بنفس تشكيل مباراة كوريا الجنوبية ما منح روسيا أفضلية عددية في وسط الميدان. حققت روسيا ما أرادت مبكرا، عندما وضع كوكورين فريق المقدمة منذ الدقيقة السابعة برأسية لا تصد ولا ترد في المقص الأيمن لمرمى مبولحي بعد عرضية من الجانب الأيسر. لم تستفق الجزائر من صدمة التأخر في النتيجة إلا بعد 20 دقيقة تقريبا على انطلاق الشوط، وقاد صانع الألعاب المميز ياسين براهيمي هجمات الجزائر من الوسط وصنع أكثر من كرة خطيرة. وبرغم امتلاك الجزائر للكرة، إلا أنها لم تتمكن من صناعة الكثير من الفرص في ظل الكثافة العددية في الدفاع، وإغلاق المساحات تماما أمام مفاتيح اللعب العربية، مع انطلاق في هجمات مرتدة سريعة أبرزها التصويبة الصاروخية من شاتوف التي مرت فوق القائم بسنتيمترات قليلة. وفي الوقت ذاته حسم التعادل السلبي الشوط الأول للقاء بلجيكاوكوريا الجنوبية ليؤمن الشياطين الحمر صدارتهم للمجموعة وتفادي مواجهة ألمانيا في ثمن النهائي. الشوط الثاني دخله الجزائريون باندفاع هجومي وشكلوا خطورة على مرمى أكفينييف من الكرات الثابتة التي تم ترجمتها لهدف الانتصار رغم أنه كان تعادلا عن طريق إسلام سليماني في الدقيقة 60. الأمر الجيد في الأداء الجزائري أن اللاعبين لم يتراجعوا تماما إلى الخلف، ولعبوا بتوازن بين الدفاع والهجوم، خاصة مع انطلاقات الجناحين الرائعين سفيان فيغولي وعبد المؤمن جابو. وبعد دقائق طويلة في النهاية وسط ضغط روسي اتسم بالعشوائية الشديدة، أطلق الحكم صافرته معلنا أول تأهل للجزائر منذ 32 عاما وأول تأهل عربي للدور الثاني منذ الصعود السعودي قبل 20 عاما.