أكد الهداف الخارق لويس سواريز مرة أخرى ما معنى النجم الفذ، وما معنى كلمة بطل قومي، وذلك بعد أن استطاع ببراعة منقطعة النظير قيادة منتخب بلاده لفوز ثمين على إنجلترا بهدفين لهدف، سجلهما سواريز، ضمن الجولة الثانية بالمجموعة الرابعة لبطولة كأس العالم، لتحيا آمال أوروجواي في التأهل، بينما تصبح إنجلترا على مشارف التوديع المبكر للبطولة، وباتت أحلامها متعلقة في الأقدام الإيطالية. بطولة سواريز اليوم لا تكمن في تسجيله لهدفين فهو هداف فوق العادة وطالما سجل العديد من الأهداف، ولكن النجومية اليوم في أن اللاعب غائب عن المشاركة والتدريب منذ 21 مايو الماضي، وأجرى جراحة في الركبة وحامت الشكوك حول مشاركته، كما أنه لعب مباراة اليوم بعد السقوط المدوي لمنتخب بلاده وخسارته الثلاثية المفاجئة من كوستاريكا، ولكنه امتلك من الشجاعة والرغبة في خدمة وطنه ما ساعده على اللعب 90 دقيقة وتسجيل هدفي بلاده. أوروجواي رفعت رصيدها بهذا الانتصار إلى 3 نقاط وتواجه إيطاليا في المباراة الأخيرة، أما إنجلترا فباتت في موقف لا يحسد عليه، فمصيرها بات معلقا بالأقدام الإيطالية، فتأهله مرهون بفوز الطليان اليوم غدا على كوستاريكا، وفي الجولة الأخيرة على أوروجواي، على أن تفوز هي على كوستاريكا في الجولة الأخيرة وانتظار الأهداف. الشوط الأول كان حماسيا وتكتيكيا من الطراز الأول، وعملت المعطيات التي سبقت المباراة بخسارة الفريقين للقائهما الأول أمام إيطالياوكوستاريكا عملتها، فأشعلت المباراة أكثر وأكثر، وكان كل فريق حريصا بشدة على الانتصار الذي لا يملك له بديلا. الشوط انحصر معظم فتراته في وسط الملعب، ليس لرفض الفريقين الهجوم وإنما لقوة وسط ميدان كل منهما، والتحدي الكبير بين العناصر البيناء والسماوية. وبرغم الإغلاق المحكم للمساحة من الفريقين إلا أن فرص محققة سنحت لكل منهما، وكان أبرزها تسديدة صاروخية لرودريجيز مرت فوق عارضة هارت بسنتميترات. بينما على الجانب الإنجليزي أخطر فرصتين كانتا لروني الأولى من ركلة حرة حفت بالعارضة وغادرت الملعب، والثانية برأسية صاروخية ارتدت من التقاء العارضة والقائم. وفي الوقت الذي كان يسير فيه الشوط نحو التعادل السلبي، وتحديدا في الدقيقة 39 انطلق سواريز في هجمة مرتدة مررها لكافاني وانطلق ليأخذ موقعه داخل منطقة الجزاء، ليرسل له كافاني الكرة ملليمتيرية يضعها سواريز بمهارة منقطعة النظير في الزاوية العكسية لهارت معلنا دخوله المونديال من الباب الكبير، ومقربا فريق بلاده من استعادة الانتصارات. دخلت أوروجواي الشوط الثاني بسيناريو مباغت وهاجمت بضراوة في البداية وكاد سواريز يضيف هدف من ركنية مخادعة ومباشرة في المرمى، وأعقبه كافاني بانفراد كامل وضعه خارج المرمى. بعد البداية النارية سيطرت إنجلترا سيطرة مطلقة على المباراة ووصلت لمرمى موسليرا في أكثر من كرة محققة، إلى أن تمكن روني من تسجيل أول أهدافه في المونديال على الإطلاق بعد انطلاقة من جونسون بالجبهة اليمنى وعرضية أرضية حولها الفتى الذهبي في المرمى. طمعت إنجلترا الأفضل في المباراة أكثر بعد تعادل الدقيقة 75 واستمرت في هجومها، بينما بدت أوروجواي مكتفية بالتعادل، ولكنها امتلكت سلاحا لا يمتلكه أي منتخب في العالم، إنه سواريز، الذي استغل في الدقيقة 84 تمريرة طولية من الحارس وخطأ في إبعاد الكرة من جيرارد ليجد نفسه منفردا بهارت وسواريز لا يخطئ في مثل تلك المناسبات وأطلق قذيفة في سقف مرمى حارس السيتي، مهديا بلاده انتصارا من ذهب.