أعلن العملاق الألماني عن وصوله إلى البرازيل بأعلى صوت وذلك بعد أن استهل مشوار البحث عن لقبه العالمي الخامس بانتصار عريض ومستحق بأقل تقدير على منافسه البرتغالي برباعية نظيفة في قمة لقاءات المجموعة السابعة على ملعب سلفادور دي باهيا. الفوز الألماني لم يكن في النتيجة فقط وإنما كان مرفقا بالأداء أيضا، حيث أمتع الجماهير وطمأنهم على مستواه وقدرته على الوصول بعيدا كما هو معتاد، وبرغم أن الفريق لعب بدون مهاجمه الباحث عن تخطي رونالدو البرازيلي كأكبر هداف في تاريخ المونديال وبقاؤه على مقاعد البدلاء، وسلسلة الإصابات الطويلة لنجوم غابوا عن المونديال مثل ماريو جوميز وريوس وشميلزر وبيندر وجوندوجان وغيرهم، إلا أن الماكينات بمن حضر كانت حاضرة بأبهى صورة ممكنة. هداف مونديال 2006 توماس مولر دخل هو الآخر المونديال من بابه الواسع واعتلى منذ اليوم الأول صدارة الهدافين بعدما سجل ثلاثية من رباعية فريقه متفوقا على الرباعي نيمار وروبين وفان بيرسي وبنزيما أصحاب الهدفين. وشهد اللقاء غيابا تاما لأفضل لاعب في العالم كرستيانو رونالدو الذي لم يقدم أي لمحة من مستواه مع أبطال أوروبا، وبدا متأثرا من الإصابة والضغط العصبي، فيما كان زميله في الريال بيبي بعيدا تماما عن المسئولية والعقل واحترام قميص بلاده وأهدى ألمانيا طردا مجانيا بعد اعتداء غير مبرر لمرتين على مولر ليغادر زملاؤه يقاتلون وحدهم أمام كتيبة لا ترحم. بدأت ألمانيا المباراة دون مقدمات وكان خضيرة قريبا من التسجيل أمام مرمى خالي من حارسه إلا أن تسديدته مرت بجوار القائم. فطن الألمان سريعا أن البرتغال ليست ذلك الخصم الذي يمكن الخشية منه، وأنه فريق يعتمد على الفرديات ويركز بأكمله على لاعب واحد، فزادوا من ضغطهم على الدفاع وتحرك بشكل لا مركز أوزيل وجوتزه ومولر ليرتبك الدفاع البرتغالي ويعرقل بيريرا جوتزه داخل منطقة الجزاء ويسجل مولر أول أهداف بلاده من ركلة جزاء في الدقيقة 11. الهدف كان بمثابة خروج رسمي للبرتغال من المباراة ولم يعد هناك في الميدان سوى الألمان وهم أسياد استغلال تلك المواقف، ليأتي الدور على المدافع هوملز ويسجل ثاني الأهداف برأسية صاروخية بعد ركنية متقنة. ازدادت المتاعب البرتغالية بعد إصابة هوجو ألميدا ومغادرة الملعب وبعدها طرد بيبي، ليختتم بعد ذلك مولر الشوط الأول بهدف ثالث بعد خطأ ساذج من المدافع برونو ألفيش. الشوط الثاني لم تكن منافسة بالمعنى المفهوم، فلعبت ألمانيا بأقل مجهود لتسيير الدقائق بأقل الخسائر، ولم تمتلك البرتغال الأسلحة اللازمة للعودة أمام القوة الألمانية. أبرز ما شهده الشوط كان الهدف الرابع لألمانيا والثالث لمولر بعد مرتدة قادها شورله، وخروج هوملز بإصابة تبدو خفيفة، وكوينتراو بإصابة أيضا ولكن تبدو قوية وتحوم الشكوك حول قدرته على اللحاق بباقي مباريات فريقه في البطولة.