– كيف تسقط مدينة كالموصل وهي بحجم دولة خليجية أو هي بحجم لبنان خمس مرات، نحن نفهم انفجار سيارة هنا أو عبوة هناك أو حتى احتلال مخفر أو هجوم على موقع.ولكن لا نفهم ما حصل في الموصل إلا في اطار الانتكاسة والخلل.فهل حقا لداعش القدرة العسكرية والعديد ما يؤهلها أن تفرض سيطرتها على هذه الجغرافيا الواسعة..!!؟ الجواب بكل بساطة: كلا وغير معقول وغير مقبول وغير مسموح…اذا هناك خلل ما سماه المالكي مؤامرة لكنه لم يفصح للناس عن طبيعتها، وسماه البعض خيانة أو تقصير،، وقسم قالوا انها صفقة النجيفي مع البرزاني برعاية تركية أردوغانية ومباركة ضمنية من دولة خليجية أول حروف اسمها (المملكة السعودية ) اما انا فاعتبر ان الموصل سلمت لداعش نتيجة الأخطاء واإهمال وسوء التقدير. 2- ونحن نسأل ونعجب: هل حقا هؤلاء من داعش لوحدهم ..؟ والجواب أيضا بسيط وجلي كلا..انهم من البعث وجيش الراشدين والمجاهدين وجماعة التكفير النقشبندية مضاف اليهم جمع من مرتزقة الشيشان وحثالات الإخوان من أقطار زرع الشيطان في نفوسهم الحقد والغل الكراهية لكل ما هو جميل ومسامح وشريف في قاموس الانسانية واأديان…لكن الواضح والخطر الذي ظهر وينبغي التاشير عليه هو أن هناك حاضنة ظاهرة وواضحة مكنت هذه القوى من الاستقواء على اأرض كما مكنتها من أخذ القسم المعتدل من الطائفة السنية الكريمة رهينة بيدها تساوم عليها وعلى حقوقها..مما حدا بالبعض ممن غرر بهم أن يحمل السلاح في وجه الدولة وجيشها مع الظن بان ذلك يحقق له المطالب السياسية او الخدمية او يرفع عنه حيفا أو يجلب له حقا.!!؟؟ وهذا المطب الذي وقع به البعض يحتاج الى رعاية ومعالجة خاصة ومختلفة عن مواجهة الجماعات التكفيرية من داعش وأخواتها.. 3- أما ماذا أرادوا من (غزوتهم) الفاشلة الرعناء هذه فهو الرد على نجاح محور المقاومة للتصدي للمؤامرة في الشقيقة سوريا بعد الملحمة الكبرى التي سطرها الشعب السوري حين جدد الولاء والبيعة للقيادة التاريخية للرئيس بشار الاسد..!! هل هي هستيريا اليأس الذي أصابهم بعد نجاح تجربة الانتخابات البرلمانية في مطلع ابريل/نيسان…أم أن هناك أهدافا وغايات أخرى خلف الجدران..!! تقسيم على طريقة بايدن لاقليم سني في غرب العراق؟ دولة مسخ فاقدة لكل القيم والأخلاق تحجز بين دول الهلال المقاوم من ايرانوالعراق الى سورياولبنان..!؟هل من امكانية لاحتلال كركوك من قبل الكرد بعنوان حمايتها من داعش فصل هذا السيناريو المرسوم..!؟ هل يقسم العراق إلى كيانات ثلاث من بوابة الحدباء الموصلية…كل شيء يبعث على التأمل والتساؤل لكن العبرة في الرد الحكومي الشعبي العراقي…كيف سيكون في مراحله ومستوياته والتنسق مع الاصدقاء والحلفاء في رسم استراتيجية متكاملة في مواجهة هذا المخطط الجهنمي الذي يريد النيل من وحدة العراق وامنه وموقعه وأيضا ينال من أمن المنطقة واسقرارها.. 4- المطلوب موقف ورؤيا مشتركة عراقية وطنية مع تفاهم وتنسق وتكامل مع المحيط الإقليمي عل المستوى السياسي واأمني والعسكري وهنا نشدد على فاعلية التعاون الإيراني مع العراق ..والتنسيق العسكري مع سوريا في مطاردة فلول عصابات داعش واخواتها والذهاب الى المحافل الدولية في الشكوى وتجريم كل من شارك وساعد وسهل ومول وخطط من دول المحيط الاقليمي العربي وخاصة الدول التي اصبحت راعية للارهاب والتكفير بشكل فاضح وهي السعودية وتركيا وقطر والمؤسسة الدينية الوهابية .. 5- قبل كل شي لابد من التشديد على اللحمة الوطنية وتجميد كل الخلافات السياسية والذهاب الى تشكيل حكومة قادرة على ادراة الازمة الخطرة التي يمر بها البلد بعيدا عن المصالح الضيقة حكومة تحفظ وحدة البلاد وتحارب أفة الارهاب والفساد ومشاريع التقسم والتقاتل…حكومة تعيد بناء القوات المسلحة على اسس علمية ووطنية سليمة وتتلافى الأخطاء التي حدثت والانتكاست التي حصلت..ومحاسبة كل من أساء واستخف بهذه المؤسسة التي قدمت التضحيات الكبيرة على طول الزمن وخاصة في العشرة سنوات الماضية وهي تواجه قوى الشر والتكفير من داعش والقاعدة وفلول الاجرام للنظام السابق.. 6- ان مواجهة هذه المؤامرة التي يتعرض لها العراق لا يمكن ان توكل المهمة للحكومة وحدها او القوات المسلحة وحدها بل الشعب كل الشعب يجب ان يتحمل المسؤلية كل من خلال موقعه (ان هذا العدو الخبيث يحاول ان يلعب على حالة حساسة وخطيرة الا وهي ان مسرح الاحداث تقع في مناطق من لون مذهبي معين وبالتالي الحذر كل الحذر من الوقوع في الشراك التي تحاول جماعات التكفير والقوى السياسية التي تعتاش على الرصيد الطائفي والمذهبي ان توقع البلد في اتون الفتنة وشرها…كما ان المواجهة يجب ان تكون وفق رؤية سياسية واضحة وخطط عسكرية مدروسة وبقيادات ميدانية عسكرية وأمنية موثوق بها وبتاريخها وحسها الوطني والديني والأخلاقي كما ان الدبلوماسية والإعلام والمؤسسات الثقافية يتوجب عليها هي الاخرى أن تقوم بأدوار استثنائية حتى تكتمل الصورة القوية والفاعلة للمواجهة مع هذا الوباء الإجرامي الذي يضرب العراق والمنطقة…