تحدث الرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسي خلال خطابه الأول، والذي أوضح فيه توجهاته عبر المرحلة المقبلة؛ عن اتفاقية السلام مع الكيان الصهيوني، وعن إمكانية تعديلها اذا تطلبت الظروف ذلك، كما طالب بقيام دولة فلسطينية على حدود 67، وعاصمتها القدسالشرقية، وهو ما يستحق التوقف عنده والبحث فيما تنطوي عليه هذه الرؤية من أبعاد. توجهت البديل إلى عدد من السياسيين لسؤالهم عن آرائهم، وما استنتجوه من الخطاب الأول لرئيس الجمهورية في هذا الشأن.. تقول رانية المدهون عضو التيار الناصري الفلسطيني، إن الحكم أحيانا يفرض قيودا على رجل الدولة، لا يرضاها أفقه الوطني، وهو أمر تفرضه كذلك القوى الدولية، على بلدان العالم الثالث. وأضافت "المدهون" أن من عابوا على ما جاء في خطاب السيسي بالأمس أثناء الاحتفال بتنصيبه، وأعرب فيه عن رغبته في إقامة دولة فلسطينية على الأراضي المحتلة ب 1967، وعاصمتها القدسالشرقية؛ أغفلوا أن الخطاب الرئاسي الرسمي، يختلف عن الخطاب الثوري. وأكدت عضو التيار الناصري الفلسطيني: أتصور أن هذا النقد الموجه للسيسي ليس من منطلق وطني، بقدر ما هو محاولة للطعن في الموقف المصري الرسمي من القضية الفلسطينية، كما أغفل اللائمون الدرس الذي أعطته القوات المسلحة للعالم في النضال الوطني، والقيادة المسئولة، خلال ثورة 30 يونيه الشعبية، حين تحرَّكت القوات المسلحة، للقضاء على الحُكم الإخواني الظلامي في مصربشكل خاص، وعليه في العالم العربي بشكل عام . وأوضحت المدهون، أنه على مؤسسات الدول الرسمية – وقياداتها الحكيمة – الاعتماد على الضغط الشعبي لفرض واقع جديد، دون تعريض الدولة إلى الأخطار، عبر خطوات تتخذها قد يراها القانون الدولي انتهاكا له. من جانبه قال الدكتور رائد سلامة، عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، أن هناك خلط و أكاذيب يتم ترويجها حتي تتحول إلى حقيقة في المخيلة الشعبية للناس، من خلال رسم صورة نمطية غير صحيحة، كأن يقال مثلا أن الفلسطينيين هم من باعوا أرضهم في 1948، و هذه كذبة كبرى، و إفتراء، يقصد به بث روح إنهزامية لدي العرب، حتي لا يساعدوا في استرداد الحق المسلوب، على اعتبار ان أصحاب القضية هم من باعوها . وأضاف: إن تلك الأكاذيب تريد تُنسي العرب أن فلسطين الكاملة هي من النهر إلى البحر بمساحة 27009 كيلومتر مربع، مؤكدا أن العرب لن يقبلوا بفلسطين منقوصة شبرا واحدا. وأكد سلامة أن "هذه ليست رؤية عاطفية تُمليها المشاعر العروبية أو الأخوية مع أشقائنا بفلسطينالمحتلة، لكنه أمر يتعلق أيضا بالعمق الاستراتيجي لمصر، الذي ينبغي علينا صونه و حمايته". وأوضح سلامة: من يريد أن يحمي القاهرة فخط دفاعه يمتد إلي حلب شمالاً، وأوغندا جنوباً، وأضاف: "هذا ما علمته لنا دروس التاريخ منذ أيام الفراعنة، وحتي اليوم، و لا يجب أن نفرط فيه". وأنهى القيادي بالتيار الشعبي حديثه قائلاً : "قبل حرب 67 كانت المطالب هي "حق العودة" ثم صارت "السلام القائم علي العدل" ثم صارت "السلام المشرف"، ثم صارت "الأرض مقابل السلام" و لا يدري أحد ماذا سيكون الشغار غدًا؟، وكل تفريط يتبعه تفريط أكثر ذلُاً و كل ذلٍ تتبعه هزيمة نكراء. أما حسام الاطير القيادي بجبهة الشباب الناصري، فرأى أن تصريحات السيسي بخصوص اتفاقية كامب ديفيد، تعتبر تغييرا فى الموقف الرسمى المصرى، يمنح نوعا من الارتياح للمواطن، وأشار إلى أن الأمر يعطى كذلك إشارة إلى الكيان الصهيونى بأن القيادة المصرية الجديدة جاءت لتعكس إرداة الشعب المصري ورغباته وتطلعاته، موضحا أن مجرد الحديث عن اتفاقية كامب ديفيد سابقا كان من المحرمات، والآن لدينا رئيس يتحدث عن إمكانية تعديلها إذا تطلب الأمر، وهذا تغيير إيجابى يعكس السياسة الجديدة لمصر.