تحول يوم الانتخابات الرئاسية السورية في الخارج إلى يوم للزحف الشعبي إلى السفارات السورية دفع بعض الإعلاميين في لبنان لوصفه بالتسونامي وشكل صدمة قاسية لجميع أعداء سورية والمتورطين في العدوان عليها وحتى في الدول التي منعت عن جالياتها السورية حق الانتخاب تحرك السوريون ونظموا تجمعات وأنشطة رمزية داعمة لدولتهم الوطنية ولجيشهم في وجه العدوان والإرهاب. أولاً: أكد الزحف الكبير أن السوريين النازحين منحازون لوطنهم ضد حلف العدوان ويرفضون التدخلات الأجنبية وهم أصروا على المشاركة في الاقتراع تعبيرا عن إيمانهم بأن شعب سورية يقرر مصيرها بنفسه وبأن بلادهم بصمودها تنتصر على العدوان الأجنبي والإرهاب التكفيري وهي تدخل عبر الانتخابات الرئاسية التنافسية مرحلة جديدة من الديمقراطية التعددية تحت السيادة الوطنية وتعزز استقلالها برفض التدخلات الأجنبية التي برهن السوريون المغتربون والنازحون على بطلان المزاعم التي تغطت بها فقد أسقط السوريون كذب وخداع الغرب عن حقيقة الموقف الشعبي السوري من الدولة الوطنية وجيشها وقيادتها. من أعراض هستيريا الهزيمة كانت المزاعم التي لفقها المعتدون أمس في لحظة ذهولهم عندما حاولوا الإيحاء بأن ضغوطا جلبت الناس الذين تدفقوا بملء حريتهم وكانوا يجاهرون بمواقفهم الوطنية الصلبة وبولائهم لوطنهم ودولتهم وهم يمثلون الطيف السوري بجيمع تلاوينهم ويتحدورن من مختلف المحافظات السورية ولاسيما من المناطق التي هجرهم منها إجرام العصابات العميلة التي تسميها واجهات المعارضات التابعة للغرب والخليج وتركيا بقوى الثورة وسقطت كذبة قوى 14 آذار التي اعتبرت طيلة ثلاث سنوات من التآمر على سورية ان النازحين هاربون من نيران الجيش العربي السوري الذي صاحت حناجرهم بالولاء له في ساعات انتظارهم الطويل تحت الشمس الحارقة للإدلاء بأصواتهم. ثانياً: مما لاشك فيه ان الحقائق التي كشفتها الأحداث للمواطنين السوريين ضاعفت من تعلقهم بدولتهم وبقيادتها وبجيشهم الذي يقدم التضحيات الغالية دفاعا عن سورية وأحيت شعورهم الوطني وتمسكهم بهويتهم التاريخية وهم رددوا من جميع عواصم العالم التي شهدت احتشادهم أن أولوية الشعب السوري هي الأمن والأمان وانتصار الدولة على العدوان وسحق عصابات الإرهاب وهذه هي أهم المعاني التي أبرزها تسونامي الانتخاب السوري في الخارج . الأجواء الاحتفالية المشحونة بعواطف وطنية أصيلة هي التي طغت على يوم الانتخاب الرئاسي في الخارج وتشير إلى واقع المزاج الشعبي في سورية وهي تحسم حقيقة ان السوريين مصممون على اختيار رئيسهم بالانتخاب الشعبي العام وهم منحازن لخيار الدولة الوطنية وللمقاومة كهوية لوطنهم ومكانته في المنطقة وقد جاهر الكثيرون منهم بتمني عودة سورية لدورها الريادي وبتعافيها كدولة قوية في الإقليم وفي العالم . إن هذا التحول النوعي الكبير والتاريخي وما يمثله من استقطاب مهم في صفوف السوريين يستوجب السعي لتجسيده في يوم الانتخابات الرئاسية داخل سورية بمشاركة كبيرة وقوية في الاقتراع لاستكمال المشهد وتعزيزه من أرض الوطن فرسالة السوريين إلى العالم تكتمل بحصيلة الاقتراع يوم الثلاثاء المقبل . ثالثاً: درجة الوعي التي عبر عنها السوريون في الخارج تدل عن نضج إرادة وطنية حاسمة بالانخراط في المسيرة الكبرى لخلاص سورية التي يقودها الرئيس بشار الأسد ومن غير الانتقاص من قيمة انخراط منافسيه في المعركة الانتخابية من الموقع الوطني والقومي ومحاولتهما الواضحة لبلورة تمايزات في البرامج والتوجهات في النظر إلى مستقبل سورية الاقتصادي والاجتماعي لكن من الواضح ان زعامة الرئيس الأسد كقائد وطني وقومي هي موضع ثقة غالبية سورية ساحقة ولعل تدشين الرئيس الأسد لمسار التعدد الديمقراطي بالانتخابات الرئاسية التنافسية هو بذاته دليل عزز الاقتناع بزعامته التاريخية خصوصا وأن الدولة الوطنية السورية نجحت في هذا الاختبار الأول من نوعه بممارسة سياسة إعلامية جديدة بحيث ان المرشحين المنافسين للرئيس الأسد حظيا بفرص الظهور المناسبة بينما تم تقليص التعبيرات الداعمة للرئيس لصالح إبراز منافسيه في الإعلام العام السوري وهو ما يكسب الرئيس والدولة مصداقية مضاعفة . الناخبون السوريون سيزحفون في سورية إلى أقلام الاقتراع وهم سيعبرون عن إرادتهم بتسونامي وطني يستكمل قوة الطوفان الانتخابي في الخارج وهو ما سيؤكد ان سورية تعيش عرسا ديمقراطيا في قلب مسيرتها الوطنية التحررية في التصدي للعدوان الاستعماري وفي مجابهة عصابات الإرهاب والأيام الفاصلة عن الثالث من حزيران تستدعي تكثيف الجهود لبلوغ أعلى درجة من المشاركة في الانتخابات الرئاسية فهنا ستكون الرسالة القوية التي ترسخ الشرعية الشعبية لدولة مقاومة تنتصر على الحرب الكونية بوعي شعبها وتصميمه على التضحية في سبيل الوطن.