أجرى رئيس الوزراء الصهيوني "بنيامين نتنياهو" الأسبوع الماضي زيارة إلى اليابان، حملت العديد من الأهداف منها الاقتصادي والسياسي؛ من أجل توطيد التعاون بين تل أبيب وطوكيو في المجالات الاقتصادية والسياسية. وقد اتضحت أهداف زيارة "نتنياهو" من خلال القيادات التي التقى بها في طوكيو، أبرزها الإمبراطور الياباني ورئيس الوزراء ووزراء الخارجية والدفاع بجانب الصناعة والتجارة. كما استغل رئيس الوزراء الصهيوني هاجس اليابان من برنامج كوريا الشمالية النووي من أجل مساندة تل أبيب في وجه إيران على الساحة الدولية، أو عبر المواجهة الداخلية بين تل أبيب وطهران في الحروب السايبراتية، حيث تعمد "نتنياهو" ربط تطورات قدرات بيونج يانج النووية بنظيرتها الإيرانية. وأكد موقع "ديبكا" وثيق الصلة بالدوائر الاستخباراتية، أن "نتنياهو" وقع مع نظيره الياباني "شينزو آبي" على اتفاقية تعاون أمني مخابراتي بين تل أبيب وطوكيو، موضحا أن التعاون في مجال الفضاء الإليكتروني بين البلدين لمواجهة برنامجي إيرانوكوريا الشمالية النوويين ركيزة أساسية في الاتفاق الأمني. ويضيف "ديبكا" أنه من ضمن الاتفاقية الأمنية، سوف يتوجه خبراء إسرائيليون إلى اليابان، ويظلون هناك حتى يتم تدشين مراكز حرب سايبراتية يمكنها الدفاع عن المواقع الأمنية المهمة في طوكيو، كما أنه سوف يتلقى عدد من الضباط اليابانيين تدريبات مكثفة في إسرائيل بمجال الحرب الإليكترونية. وحرص "نتنياهو" خلال التصريحات التي صدرت عنه أثناء الزيارة على إظهار موقف واحد لكل من تل أبيب وطوكيو من تطورات البرنامج النووي لإيرانوكوريا الشمالية، معتبرا أنه لا سبيل لمواجهة هذه المخاطر سوى بالتعاون بين البلدين. رئيس الوزراء الصهيوني الذي تزامنت زيارته لطوكيو مع جولة جديدة من المحادثات بين طهران والدول الست الكبرى في فينا، يحاول حشد مزيد من التأييد على الساحة الدولية لرفض تخفيف العقوبات الاقتصادية والدولية المفروضة على إيران. وظهر الجانب الاقتصادي في زيارة "نتنياهو" لليابان عبر اللقاء الذي جمعه بكبار رجال الأعمال في طوكيو، حيث يسعى رئيس الوزراء الصهيوني خلال المرحلة الحالية لتعزيز العلاقات الاقتصادية بين تل أبيب وعدد من دول أسيا. وتأتي مساعي الكيان الصهيوني بزعامة "بنيامين نتنياهو" لتعزيز التعاون الاقتصادي مع دول أسيا على أثر المقاطعة الأوروبية لتل أبيب والتي تتنامى بشكل مؤثر خلال الفترة الراهنة، فضلا عن أطماع "نتنياهو" في جني ثمار هذا التعاون في الساحة الدولية عبر مساندة موقف تل أبيب بالمحافل العالمية. كما تأتي جهود "نتنياهو" المكثفة مؤخرا من أجل توطيد علاقات تل أبيب بالدول ذات الثقل الاقتصادي العالمي، في إطار محاولات التغلب على تردي الوضع الاقتصادي داخل الكيان الصهيوني إثر المقاطعة الأوروبية والتي أفقدته مليارات الدولارات.