قالت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية إن هناك تنظيما إرهابيا متطرفا ولد من خلال أهوال الحرب الأهلية السورية، هو تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" أو المعروف إعلاميا باسم "داعش". وتضيف أن هذا التنظيم يعكف الآن على إنشاء ملاذ آمن في مدينة "الرقة" شمال سوريا، التي من الممكن أن يستخدمها قريبا؛ لمهاجمة أهداف أجنبية، مؤكدة أن جهود "داعش" لإقامة خلافة إسلامية في البلدين رفضها قائد تنظيم "القاعدة" "أيمن الظواهري". وتوضح أنه بعد رفض "القاعدة" ل"داعش" أصبحت "جبهة النصرة" فرع تنظيم "القاعدة" الرسمي بسوريا، مبينة أن التهديد الإرهابي ينبت في الظلام بين ضعف حركات المعارضة ونظام الرئيس "بشار الأسد"، وهكذا فإن نمو "داعش" يحرق من حوله، حيث تعمل بشكل غير طبيعي ووحشي. وتشير الصحيفة إلى عمل وكالة الاستخبارات الأمريكية مع نظيراتها في الشرق الأوسط وأوروبا؛ لتتبع ورصد نشطاء "داعش" و"جبهة النصرة" ومقاتليهم الأجانب الذين اتجهوا لسوريا لينضموا للقتال، وهذا المجهود لتتبع هؤلاء التكفيريين رسم صورة مفيدة: حيث علمت المخابرات أن من بين ال110 ألف مقاتل في صفوف المعارضة بسوريا، تساهم "داعش" بما بين خمسة وعشرة آلاف، أما جبهة النصرة تساهم بحولي ستة آلاف، ومجموعة ثالثة تسمى "أحرار الشام" تساهم ما بين عشرة وخمسة عشر ألفا، ويعد هؤلاء المتطرفين أصعب وأشد من لديهم دافع للمحاربة ضمن المعارضة. كما انضم حوالي عشرة آلاف أجنبي للقتال في سوريا بجانب المعارضة، قادمين من مواقع متعددة مثل الشيشان واستراليا وليبيا وبلجيكا والولايات المتحدة، بينما تقلق المخابرات بشكل خاص من حوالي 1500 مقاتل يحمل جوازات سفر أوروبية تسمح لهم بالسفر بحرية في جميع أنحاء القارة والدخول بسهولة نسبية. وتقول الصحيفة إن أمريكا تعتقد أن "داعش" تقدم الخبرات التكتيكية وأماكن للتدريب لهؤلاء المقاتلين الأجانب، لأجل بناء بنية تحتية لعمليات إرهابية أجنبية، بجانب ما يقال حول أن "البغدادي" وآخرين أصدروا بيانات متعددة على مدى العامين الماضيين تهدد بشن هجمات دوليا. وتختتم بأن كابوس المحللين الأمريكيين لمكافحة الإرهاب هو قدرة هذه الجماعات على تجنيد أتباع جدد من بين ملايين اللاجئين السوريين اليائسين بالأردن أو لبنان أو تركيا أو حتى داخل سوريا، وبعض المحاربين القدامى الأمريكان ينظرون ل"داعش" على أنها أكثر احتمالا لإثارة القلق في الشرق الأوسط منذ أواخر السبعينيات.