تقول الباحثة بالمركز الوطني للبحث العلمي الفرنسي "ماري مندراس" إن الكرملين لا توجد لديه مصلحة في ضم مناطق شرق أوكرانيا إلى روسيا رسميًا، "لكنه يريد أن يضعها تحت الوصاية، بعيدًا عن كييف". وأكدت "مندراس" في حوار مع مجلة "ليكسبريس" الفرنسية إن إعادة تطوير هذه المناطق ستكون مكلفة لروسيا للغاية، فهذه المدن تواجه أزمة إعادة الهيكلة الصناعية منذ 30 عامًا، وكانت تعاني سوء الإدارة في ظل حكم يانوكوفيتش وأسلافه". وفيما يتعلق بمصلحة روسيا في التدخل عسكريًا في أوكرانيا، أوضحت مندراس أنه "خلافًا للوضع في شبه جزيرة القرم، التي تضم نحو 60٪ من السكان الروس، وكان لروسيا فيها قوات تتواجد بشكل دائم بما في ذلك الأسطول المتمركز في سيفاستوبول، يشعر غالبية السكان في الشرق أيًا كانت لغتهم أنهم أوكرانيون، وبالتالي فإن العملية التي يمكن أن تقودها موسكو هناك ستكون أكثر تعقيدًا وستتطلب المزيد من العنف". وأضافت "مندراس": "أنه من مصلحة الروس عدم التدخل مع الجيش النظامي، والأكثر نفعًا بالنسبة لهم هو تحرك القوات الخاصة والمرتزقة، فهؤلاء الجنود – الذي يصل عددهم إلى بضع مئات – مدربون بشكل جيد لعدة أشهر، وأثبتوا فعالية في مواجهة النواب والمواطنين غير المسلحين والشرطة التي أعطتها كييف تعليمات بتجنب الخضوع للاستفزازات، كما استفادوا أيضًا من الدعاية الروسية التي زرعت الشقاق في قلب المدن الأوكرانية". ورأت الباحثة المتخصصة في الشأن الروسي "ايزابيل فاكون" أن هدف بوتين قبل كل شيء هو "أن يجعل فكرة التدخل العسكري ممكنة، من أجل تعزيز قوته في المفاوضات التي ستعقد في جنيف في 17 أبريل مع أوكرانيا، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وكذلك للتأثير على تنظيم الانتخابات الرئاسية، بهدف نزع الشرعية عن السلطات الأوكرانية الجديدة". وأشارت المجلة إلى أن الباحثتين أعربتا عن مخاوفهما من أن التدخل العسكري الكلاسيكي لا يعد مستبعدًا تمامًا حال مقاومة أوكرانيا وحدوث اشتباكات دموية، والذي من شأنه أن يؤدي إلى اختيار موسكو للحل العسكري.