أختتم مهرجان وسط البلد للفنون المعاصرة «دي- كاف»، فعاليات دورته الثالثة ، منهيًا ثلاثة أسابيع حفلت بالعروض الفنية المختلفة، صنعت ما يشبه الحراك في منطقة وسط البلد، حيث قدم المهرجان كافة عروضه في عدة مواقع بها. احتفت هذه الدورة بالتجارب الجديدة والتعاون بين فنانين عرب وأوربيين، عبر 6 برامج مختلفة، تنوعت بين المسرح، الموسيقى، التشكيل، السينما الفرانكفونية، روائية وتسجيلية، طويلة وقصيرة، ورش العمل، وبرنامج روح المدينة الذى قدم عروض الرقص المعاصر فى الشوارع والأماكن العامة في وسط البلد بمنطقة البورصة. وقال المخرج أحمد العطار، مؤسس المهرجان، إن أحد أهداف المهرجان، إحداث حراك فني في منطقة وسط البلد، وإحياء عدد من أجمل المواقع بها، منها مسرح قصر النيل وممر كوداك وغيرهما. لكن الفعاليات لم تنج من تعقيدات السياسة، برفض أجهزة أمنية منح تصاريح دخول لفنانين سوريين مشاركين في برنامج "فنون الشرق الأوسط"، الذي نظمه المهرجان لأول مرة هذا العام، منهم من جاء من دمشق أو بيروت أو المهجر الغربي. وأوضح «العطار» إن برنامج فنون الشرق الأوسط، هدفه تمكين مواهب عربية مميزة، من تقديم عروضها أمام عدد من كبار مبرمجي المهرجانات الفنية الدولية، تمت دعوتهم من 7 دول أوربية وأمريكا، للترويج لأفضل الإنتاج المصري والعربي دوليا. في إطار هذا البرنامج قدمت المصرية فيروز كراويه، واللبنانية ياسمين حمدان، مشروعين لموسيقي البوب الإلكترونية، لكن تجربة فيروز، الأولى بدت ضعيفة فنيًا، وبعيدة عن مشروعها الذي قدمته في ألبومها الأول "بره مني"، أما حفل «ياسمين» فبدا أقرب لفرقة غربية تغني كلمات شبه عربية، وهو ما أثار التساؤل حول سبب اختيار مُنسقي البرنامج لياسمين، التي لا تحتاج للتقديم لممثلي المهرجانات الغربية، لأنها تقدم مشروعها الفني بالفعل في باريس منذ سنوات. في المسرح، قدمت عدة عروض مميزة، اثنان لفرقة الورشة للمخرج حسن الجريتلي، يتناول الأول شهادات من ثورة يناير بعنوان زوايا، والثاني أغاني وفلكلور ساخر ينتقد سلبيات اجتماعية، وقدم المخرج الشاب عمر المعتز بالله عرضه المميز "جلسة مغلقة" عن مسرحية لسارتر، والمخرج أحمد العطار عرضي "عن أهمية أن تكون عربي" و"العشاء الأخير". وفي الرقص المعاصر قدمت أعمال للمصممين المصريين: محمد شفيق، "منزل خالٍ من الترحاب" مع الفرنسي لورنس رودني، عمر غايات، "عنف بعيد"، بمشاركة الموسيقي الفرنسي ماكسيم دينوك والراقص دو لا فالي من الكونغو، ومحمد الديب في عرض "ما تبقي"، وعزت إسماعيل في عرض بالشارع بعنوان "حدود خفية". وللمرة الأولى نظم المهرجان معرض استعادي لمشوار الفنان المصري العالمي حسن خان، بممر كوداك يستمر بعد انتهاء المهرجان حتى 26 إبريل، وهو نجل المخرج محمد خان، تم ترشيحه مؤخرًا لجائزة "هوغو بوس" المرموقة، ورغم من تأثيره الريادي المبكر في الفن والموسيقى المستقلة في القاهرة، لم يقدم «خان» إبداعاته بمصر منذ 1995. وللعام الثاني واصل المهرجان تنظيم مسابقة سمارت لأفلام المحمول القصيرة، التي عرضت في أربعة أماكن بوسط البلد، وهي وليدة سلسلة ورش تدريبية عقدت بالقاهرة والإسكندرية والصعيد، والمسابقة ضمت مشاركات عربية واضحة، ومن بين 70 فيلما، تم اختيار 18 للتنافس داخل مسابقة المهرجان، 8 من إنتاج الورش التدريبية، و10أفلام دولية.