.. ونظرا لفعاليات سوداء ... تتعلق بعودة الرقيب والمصادرة وحظر النشر .. أجدني مضطرا لأن أكتب الآن بطريقه كنت أحسب أنني ودعتها بعد الثورة .. طريقة اللف والدوران .. إيحاءات وإسقاطات وفنون تورية ... الخ .. لذا وجب التنويه عزيزي القارئ الكريم .. الموضوع إللى حتقراه دلوقت مش مباشر! !. . ( يعنى تخلى بالك كده معايا والنبي ) .. أتحدث اليوم عما حدث في الغابة الكبيرة .. عندما كانت حركة الاحتجاج السلمية الحيوانية .. والتي كان من نتائجها الفورية إحالة ملك الغابة .. الأسد العجوز ومعاونيه المقربين من الضباع والذئاب والثعابين والخنازير ( طبعا واضح إن ده إسقاط ) ... إلى الأقفاص في آخر الغابة ... تمهيدا لمحاكمتهم على ما ارتكبوه من تجاوزات في حق حيوانات الغابة .. خلال فترة حكمهم الطويلة .. بدون سبب منطقي .. اللهم إلا الكسل وحب الاستقرار الوهمي ! وطبعا حكمة ربنا ..و كان الفيل قد تقلد مقاليد الحكم تلقائيا . بإجماع الحيوانات عليه وعلى عشيرته من الفيلة . باعتبارهم درع الغابة الواقي ! .. وبمساعدة السلحفاة الكبيرة وفريق من السلاحف ..للأعمال الروتينية التي يربأ الفيلة بنفسهم عن القيام بها ... باعتبارهم الأقوى والأكثر إخلاصا للغابة ومن فيها .. على أن يكون هذا بصوره مؤقتة ..( والله العظيم مؤقتة . وطبعا ده إيحاء ) ... وقد وعد الفيل الكبير باستقرار الأمور وعودة الحياة الطبيعية إلى الغابة في مده قصيرة . وإن كان لم يحدد مداها الزمني !! ( تورية بقى ) . وفى هذه الأثناء كانت الثعالب والدببة والفهود والنمور والحمير الوحشية .. تعد نفسها وترتب قواها وتسن حوافرها وأنيابها .. للانقضاض على كرسي العرش المأمول .. بحثا عن خدمة حيوانات الغابة طبعا ! ..ولكن وكما قالت الثعالب .. يجب أن يكون ذلك بصوره حيواناتيه مقبولة وهادئة . وطبقا للدستور الحيواناتى المتفق عليه من أيام طرزان والقرده شيتا( دى استعاره مكنيه ) .. وحسب الحمار الحكيم الذي تأمل وفكر وأمعن النظر فيما وراء الأفق ثم قال ... طالما ذهب الظلم والفساد .. فلن تفرق مع حيوانات الغابة شخصية الملك الجديد .. وسواء كان الثعلب المكار أو الدب القطبي .. أو الحمار الوحشي أو الفهد السريع أو النمر الأسود .. فإن حيوانات الغابة هي التي ستختار وتأخذ قرارها المصيري بشأن مستقبل الغابة .. ومن سيقود المسيرة .. وهكذا تداعت الأحداث وتوالت فعاليات الحراك الحيواناتى ... في مجال وضع الأمور في نصابها وعودة حالة الاستقرار للغابة من أجل مستقبل أفضل لجميع الحيوانات.. ودأبت طيور البطريق والنورس والفراخ والبط البلدي .. مع تشكيلات أخرى من الكلاب والخيول والزراف والغزلان .. على الاجتماع أسبوعيا لمناقشه الأوضاع والتفكير فيما هو آت ..ولا مانع من بعض الصهيل والنباح والمكاكيه لتحريك الأوضاع .. ولكن وكما يقول دائما الحمار الحكيم .. يا جماعه ما تدوش فرصه لحد يمسك غلطه عليكم .. إحنا مش عايزين حد يتحبس ولا يندبح أونطه في أونطه .. لذلك كانت تحركات الناشطين الحيواناتيه متعقلة قدر الإمكان .. وفى التجمع الأخير كان الزهق والملل قد بدا واضحا على وجوه أغلب المتجمعين .. قال الديك الفصيح . يا إخوانا وآخرتها بقالنا كتير بنسمع في وعود وبناخد مواعيد .. والغابة حالها واقف والأكل قرب يخلص .. وبعدين فيه تعابين وديابه بنت ستين كلب .. بتستخبى بالليل وبتعمل بلاوى.. والحكاية الأخيرة بتاعة دهس الفيلة للسناجب دى لوحدها حكاية منيله بنيله ! ( يا روحي على الإسقاط ) .. إحنا كده حنضيع .. تعالت الأصوات وغلب عليها نباح الكلاب وصهيل الخيول .. وتكلم الحصان الأسود الأصيل .. إحنا نبقى خرفان ونعاج .. ( ونظر ناحيتهم معتذرا لا مؤاخذه ) .. لو سكتنا على اللي بيحصل ده .. سأله الكلب الوولف .. يعنى أنت شايف إيه ؟ سكت الحصان مفكرا في كلماته . ثم رفع رأسه ناظرا للمدى وقال .. نحدد مده زمنيه ونقولهم عليها .. لو ما أنجزوش فيها المطلوب .. قاطعته الأصوات .. مش حينجزوا .. دول معاهم سلاحف يا عم .. لأ والفيله كمان تقيييييله .. سكت الحصان وهو ينظر لهم حزينا ومتأملا .. ولعن الفرقة والتشرذم في سره وهز ذيله ودب بحدواته على الأرض ... استعجله الديك الفصيح .. هاه نعمل إيه ؟ وقبل أن يرد ... كانت بعض الثعالب قد انضمت للجمع ... سكت الجميع ونظروا إليهم ... وجرت بعض السناجب وتقافزت .. فيما تعالى مواء القطط .. وكاكت الفراخ .. وقفز القنفذ إلى الصدارة وقال .. يا جماعه استنوا لما نشوف التعلب حيقول إيه .. وتعالت الأسئلة إيه ؟ إيه ؟ حيقول إيه ؟ . وجاءت الإجابة من الخلف .. حد عارف ما هو مكار وكل يوم يطلع بموضوع ..ونفخت جموع سيد قشطه بضيق .. عايزين نشوف مصالحنا بقى .. انسحبت الخيول الأصيلة والكلاب المخلصة إلى ألمؤخره .. وتبعهم الحمار الحكيم ... رايحين فين ؟؟ نظر الحمار للجمع وقال لا تخافوا سوف نعود .. سوف نعود .. سوف نعود .