قالت مجلة "سليت أفريك" الفرنسية إن رواندا تحيي اليوم ذكرى الإبادة الجماعية التي شهدتها عام 1994 وستستمر مراسم الإحياء مائة يوم، وهي نفس المدة التي استمرت خلالها الإبادة والتي أسفرت عن مقتل نحو 800 ألف شخص معظمهم من أقلية التوتسي. وأوضحت المجلة أن فرنسا، التي كانت عام 1994 حليفة للنظام الهوتو المتطرف الذي يقف وراء حملة الإبادة وما زال دورها في هذه المجازر يثير جدلا، قررت السبت في آخر لحظة عدم المشاركة في هذه المراسم. وجاء قرار باريس التي أعلنت أن سفيرها في كيغالي سيمثلها، ردًا على مقابلة صحفية اتهم فيها الرئيس الرواندي "بول كاجامي" فرنسا بأنها لعبت مع بلجيكا، القوة الاستعمارية سابقًا، "دورًا مباشرًا في إعداد الإبادة" وأنها شاركت في تنفيذها. ويمكن أن تلقي هذه التوترات الجديدة مع فرنسا والقضايا الدبلوماسية الأكبر الخاصة بهذه الذكرى بظلالها على ذكرى الضحايا، حيث تعرضت كيغالي في الآونة الأخيرة لانتقادات دولية حادة وغير مسبوقة، حتى من أقرب حلفائها، وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، كما شهدت أيضًا العديد من الأزمات الدبلوماسية مؤخرًا مع جارتها تنزانياوجنوب إفريقيا. نافية اتهامات كاجامي، أبقت بلجيكا على مشاركتها، وقال وزير خارجيتها "ديدييه رينديرز" إن "ما سنفعله في رواندا، هو إحياء ذكرى الإبادة أي تذكر الضحايا وعائلاتهم" وأضاف "هذا هو معنى مشاركتنا، ولن نشيد بالحكومة الرواندية الحالية". ورأت المجلة أن رواندا استفادت لفترة طويلة في علاقاتها الدبلوماسية بشعور المجتمع الدولي بالذنب، حيث لم يتحرك إزاء هذه المجازر، إلا أن كيغالي اتُهمت مؤخرًا، حتى من قبل أقرب حلفائها، وعلى رأسهم واشنطن، بزعزعة استقرار شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية وبالتورط في أعمال القتل أو الشروع في قتل المنشقين الروانديين اللاجئين في جنوب إفريقيا. واختتمت المجلة بأن "استبداد" النظام بدأ في التعرض للانتقاد، لافتة إلى أنه بعد عشرين عامًا على المجزرة، ورغم أن رواندا تقف الآن كدولة حديثة محققة تقدما اقتصاديا لا يمكن إنكاره ومتصالحة مع نفسها، حيث صارت مصطلحات الهوتو والتوتسي من المحرمات، إلا أن المراقبين يعتقدون أن الدولة تحتاج إلى سنوات لحدوث مصالحة بين الجناة والضحايا.