تحولت الحملات الانتخابية لمرشحى الرئاسة، إلى ساحة للصراع فيما بينها، حيث بدا المشهد السياسى فى البحيرة مرتبكا للغاية، فأنصار المشير عبد الفتاح السيسى ينقسمون ما بين قوى وحركات ثورية من جهه، وبين رموز ينتمون إلى نظام مبارك من جهة أخرى، وبدا التناقض جليا خلال حملة جمع التوكيلات للمرشح الرئاسى الأكثر شعبية فى البحيرة – حتى الآن. وشهدت مدن البحيرة افتتاح عدد من مقرات الحملة جميعهم يقولون إنهم الرسميون ومابين وجوه ثورة " يناير – يونيو " وبين رموز الحزب الوطنى المنحل الذين يعتبرون أنفسهم شركاء فى ثورة 30 يوينو، وابتعد الكثير من مؤيدى السيسى عن ذلك الصراع، معلنين أنهم سوف يكتفون فقط بمنح أصواتهم للمشير، مؤكدين تخوفاتهم من عودة نظام مبارك عبر حملات المرشح الرئاسى. ومن خلال حصر سريع لأطراف الصراع داخل حملة المشير، فإن حركات مثل " مصر بلدى " و" كمل جميلك " و"نسر العرب" وغيرها بدت وكأنها تزيد الموقف ارتباكا فى حين ظهرت حركات مثل " الحملة الشعبية لدعم المشير السيسى" إضافة إلى كيانين يحملان اسم "الحملة الرسمية لدعم المشير السيسى" وهذا ما دفع " حمدى عقدة " القيادى الناصرى ومنسق إحدى حملات دعم السيسى، إلى التأكيد عبر صفحته على شبكه التواصل الاجتماعى "فيسبوك " أنه "لا بأس أن يكون هناك أكثر من حملة شعبية بإرادة من فيها لدعم المرشح الرئاسى عبد الفتاح السيسى ولا بأس أن يتعاون الجميع فالهدف واحد، لكن ليس من المقبول أن أحدا من زبانية وزيول نظام مبارك ومن مروجى التوريث ومن دعى لجمال مبارك رئيسا، أن ينصب من نفسه منسقا لحملة السيسى لأى موقع ولو حتى حى أو عزبة ونحن نعرف مقر الحملة إياها ونعرف ملك من ومن يمول. وطالب عقدة" وسائل الإعلام بالتدقيق" مشددا أن " فى الأمر إساءة للرجل، وعلى المدلسين والكذابين أن يمتنعوا، مضيفا: لا يقبل الشعب أن مطبلاتيا ومزمراتيا لكل عصر وحريفة المواكب والظهور والتصوير مع المسئولين والمدعين بالكذب، يتولون مهمة الدعوة والدعم لمثل هذا الرجل المنزه عن كل هذه الصور المكروهة والمنبوذة من الشعب بأثره .. تحروا جميعا فالفلول ظهروا على السطح والكذابون والمخادعون طلوا برؤسهم، لكنى واثق أنكم شعب واع وفاهمين الدور وكل واحد ومقيمينه .. وربنا يعينكم ويوفقنا جميعا من أجل مصر.. الشرفاء والنبلاء وخدام الوطن والشعب". ولم تأت تلك الرسالة الحادة من فراغ، لكنها جاءت عقب الإعلان عن مقر "للحملة الرسمية لدعم المشير" على بعد عدة أمتار من المقر الأول، كما أعلن أن على رأس تلك الحملة " الدكتور محمد الألفى علام – وعبد الباسط الشرقاوى، وكلاهما من وجوه نظام مبارك وقياديين بالحزب الوطنى المنحل. كما دفع أيضا " عادل محلاب – منسق حركة 30 يونيو –إلى شن هجوم حاد على بعد العناصر المؤيدة للسيسى مؤكدا أن "أعضاء الحزب الوطنى المنحل وقيادته يستغلون شعبية السيسى من أجل العودة إلى المشهد السياسى مرة أخرى وتحققيق مصالح شخصية على حساب الثورة دون أن يهتموا بمصلحة الوطن وهذا ما نرفضه لأن الإخوان والفلول وجهان لعملة واحدة". ولم يتوقف الصراع على مزيد من الفوز بحملة المشير عند هذا الحد فقد دخلت "جبهة مصر بلدى" بقوة على الخط وقاد " نزيه العسكرى" القيادى بالجبهة وأحد رموز الحزب الوطنى مبادرة للم الشمل ودعى إلى لقاء بين كل مؤيدى السيسى للتنسيق وغاب معظم الأحزاب السياسية عن اللقاء وفضلوا العمل بعيدا عن تلك الكيانات. وأعلن حزب التجمع الداعم للسيسى فتح مقراته بمدن البحيرة لتلقى توكيلات المواطنين للمرشح الرئاسى فى الوقت الذى فعل حزب الوفد أيضا نفس الشيء، بينما شارك أعضاء حزبى المؤتمر والمصريين الأحرار فى لجان الحملات الانتخابية.