قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم، إن المئات من المقاتلين الأجانب تخلوا عن عملهم في صفوف الجماعات الإرهابية شمال سوريا، نظرا لإحباطهم من انتصارت الجيش السوري، وذلك بعد حماس بالغ في القتال منذ بداية الحرب السورية، موضحة أن المسئوليين الغربيين يخشون من توجه هؤلاء المقاتلين إلى بلدان أخرى. وأوضحت الصحيفة أن المقاتلين الأجانب انسحبوا بأعداد قليلة، ولكن خيبة الأمل والاحباط يصيبان الكثير منهم، فهم يشعرون أنهم يقضون وقتا أطول في قتال بعضهم البعض، أكثر من قتال الجيش السوري. وأشارت إلى أن نحو 4 الآلاف شخص قتلوا في غضون ثلاثة أشهر نتيجة الاشتباكات بين المتمردين وبعضهم في الأراضي التي تسيطر عليها المعارضة في شمال وشرق سوريا، حيث يقول " رامي عبد الرحمن" مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان:" هؤلاء المتمردون يعتقدون أنهم أتوا لمحاربة نظام قمعي وليس أشخاص مثلهم، ولكن بعد ما يحدث بينهم، يتساءلون، ما هو سبب موتهم". وذكرت الصحيفة البريطانية أن المعارضة السورية المسلحة جذبت الكثير من الجماعات المتشددة من أنحاء العالم، وغالبيتهم ذوي خبرة، فقد قاتلوا ضد القوات الأمريكية في أفغانستانوالعراق. وأضافت الصحيفة أن المتمردين السعوديين والكويتين والليبيين واليمنيين والأوروبيين من بين الذين عادوا إلى وطنهم. وذكرت أن الاستخبارات الغربية والإسرائيلية تعتقد أن المسلحين المنسحبين من الحرب السورية سيتوجهون في نهاية المطاف إلى بلدان أخرى تضم جماعات متطرفة مثل العراق واليمن وشبه جزيرة سيناء. ويقول مسئول مخابرات إسرائيلي:" تأثير الحرب السورية موجود بالفعل في سيناء، ونحن بالطبع قلقون من انضمام المزيد من المقاتلين إلى سيناء، كما أننا نريد أن نمنع الوضع من الاتجاه نحو الأسوأ. ولفتت الصحيفة إلى أن خيبة الأمل تنمو بين المتمردين السوريين أنفسهم، حيث إن الصراع معقد بشكل كبير، فالحرب الأهلية السورية لديها الآن ثلاث جهات، المتمردون ضد الحكومة في انحاء البلاد، والمتمردون والحكومة ضد جماعات الأكراد الانفصالية، والآن المتمردون وبعضهم البعض.