قالت صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية اليوم، إن المملكة العربية السعودية تواجه تحديا كبيرا نتيجة سياستها الخارجية الجديدة، خاصة بعد عزل رئيس الاستخبارات السعودي "بندر بن سلطان"، لفشله في الإطاحة بنظام الرئيس السوري "بشار الأسد". وأضافت الصحيفة أن المعارك الداخلية في السعودية والتحديات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية تلوح في الأفق منذ ثورات الربيع العربي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا عام 2011، ولكن بعد الإطاحة ب"بندر" الذي دعم الجماعات الإرهابية والتكفيرية التابعة لتنظيم القاعدة في العراقوسوريا وأفغانستان واليمن، انتهى عصر تلك الجماعات عمليا، فالعقل المدبر والممول الرئيسي غير موجود في السلطة. وأشارت إلى أن تغيير "بن سلطان" يبين أن السياسة الخارجية للسعودية أتت بنتائج عكسية، خاصة في الأشهر الأخيرة، وقد تحدث "بندر" حول إقامة تحالف نووي مع باكستان لمواجة إيران كقوة نووية في المنطقة، بالإضافة إلى دعمه القوى التكفيرية في سوريا، والتي لم تنتج عنها أي فائدة، سوى تشريد وقتل مئات الآلاف. وذكرت الصحيفة أنه على المستوى الإقليمي نشب صراع بين تركيا والسعودية نتيجة الإطاحة بالرئيس "محمد مرسي" من قبل الجيش في 2 يوليو 2013، حيث ترى تركيا أن "مرسي" منتخب بشكل ديمقراطي، بينما تدعم الرياض المؤسسة العسكرية المصرية، بالإضافة إلى التقارب الإيراني الأمريكي بشأن البرنامج النووي الإيراني، وبذلك تنتاب الرياض حالة من الذعر بسبب دور طهران في المنطقة؛ فكافة القادة السعوديين يخشون من سحب واشنطن بساطها من الرياض لتطبيع العلاقات مع إيران. ولفتت إلى أن استبدال "بندر" ب"محمد بن نايف" وزير الداخلية السعودي، يمثل استراتيجية جديدة في السياسة الخارجية السعودية، والتي تهدف إلى احتواء التشدد، وإصلاح العلاقات مع واشنطن بشأن الأزمة السورية، وتعديل سياسة البلاد لتتناسب مع التغيرات في المنطقة قبل زيارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" للسعودية خلال هذا الشهر الجاري.