* لافروف يطالب بتحقيق شامل حول مقتل القذافي ويعتبر أن زعماء العالم الغربي استبقوا الأمور باحتفالهم بموته عواصم- وكالات: استدعت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا شركة جازبروم الروسية إلى اجتماع في طرابلس لبحث ما تصفه المؤسسة بمخالفة للالتزامات الاستثمارية في أول مؤشر على أن الحكام الجدد لليبيا مستعدون لإعادة التفاوض بشأن العقود المبرمة في عهد معمر القذافي. ورغم أن المزاعم الليبية تدور حول قضية بسيطة نسبيا وهي تقاعس جازبروم عن دفع تكلفة تعليم طلاب إلا أنها تبرز الصعوبات التي تنتظر شركات الطاقة العالمية بعد الحرب الليبية. وفي حين أوضحت المؤسسة الوطنية للنفط أنها ستتقبل مقترحات لدفع تعويضات إلا أن الخطوة الليبية تسلط الضوء على استعداد الحكام الجدد للبلاد للتحرك بخصوص أي هفوة في تنفيذ الالتزامات. وقال نوري بالروين رئيس المؤسسة “كان عليهم أن يوفوا بالتزاماتهم وسوف نستمع إلى سبب عدم وفائهم بها.” وكان من المقرر عقد الاجتماع أمس الخميس إلا أنه ألغي لأن الرحلات إلى مطار طرابلس توقفت بسبب المخاوف بشأن إطلاق النار الذي دوى في سماء العاصمة الليبية عقب أنباء مقتل القذافي. وتقول المؤسسة الوطنية إن الخلاف بشأن التدريب يشمل نحو 60 طالبا جامعيا ليبيا تركوا دون الحصول على أموال في منتصف العام الدراسي. وتشكل المجموعة نحو ثلث عدد من الدارسين الذين يجري تدريبهم في إطار اتفاق مع عدة شركات كبرى بينها بي.بي. ورفضت جازبروم وهي شركة حكومية وأكبر منتج للغاز في العالم التعليق. وتدرج الشركة ليبيا ضمن أهم أولويات استثماراتها خارج روسيا، وتملك حقوق التنقيب في منطقتين وحصلت على 49% من منطقتي امتياز أخريين عقب اتفاق مقايضة أصول مع بي.ايه.إس.اف الألمانية في ديسمبر كانون الأول 2007 كانتا تنتجان 120 ألف برميل يوميا قبل الحرب. وتعهد مسؤولون ليبيون بمراجعة كل العقود التي أبرمت في عهد القذافي. وقال بعضهم إن الدول التي لم تؤيد حملة القصف التي يقوم بها حلف شمال الأطلسي – بينها روسيا والصين وألمانيا – أو التي تباطأت في التخلي عن القذافي – مثل ايطاليا – يمكن أن تكون بين الخاسرين. وعبر بالروين عن ثقته في أن القضية مع جازبروم يمكن حلها مضيفا أن صنكور الكندية المرتبطة مع ليبيا باتفاق مماثل وافقت بالفعل على دفع تعويض عن انتهاك عقدها أثناء الحرب. غير أن مصادر داخل المجلس الوطني الانتقالي قالت إن سلوك الشركات أثناء الانتفاضة لن ينسى. وفي الأسبوع الماضي كرر وزير المالية والنفط تعهدات سابقة لمصطفى عبد الجليل رئيس المجلس قال فيها إن الحلفاء يمكنهم توقع معاملة تفضيلية في مقابل المساعدة التي قدموها. وفي الغضون، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إنه يتعين على القيادة الليبية الجديدة احترام الاتفاقيات التي أبرمها نظام معمر القذافي، حتى إذا كان ” فقد شرعيته منذ فترة طويلة”. وتعد تصريحات وزير الخارجية لثلاث محطات إذاعية كبرى هي أول تعليق رسمي للكرملين على مقتل الزعيم الليبي. وذكر لافروف :” نحن نعتمد على القيادة الليبية الجديدة في دراسة جميع الاتفاقيات والعقود الموقع عليها مع روسيا”. وتتوق موسكو إلى تطوير مشروعات الطاقة في ليبيا، وكانت قد حذرت انها لن تقبل إبطال أي حكومة ليبية جديدة مشاريع النفط والغاز المتفق عليها سابقا بين القذافي وروسيا. كما دعا لافروف إلى فتح تحقيق شامل حول مقتل القذافي أمس الخميس، مرددا دعوات من جانب برلماني روسي. وكتب كونستانتين كوساتشيف رئيس لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان الروسي على مدونة الكترونية “يبدو من النظرة الأولى أن الأمر يشبه تنفيذ حكم إعدام على أيدي جماعات من الغوغاء “. وقال “نحن بحاجة لمعلومات موضوعية حول ظروف مقتل القذافي.. لدي مشاعر مختلطة”. وأضاف أن مقتل القذافي لم يحل المشاكل التي تواجه ليبيا مشككا في تقارير الإعلام الغربي التي تقول إن القتال في البلاد انتهى. وقال لافروف في حواره الإذاعي :” هناك الكثير من الأسئلة يجب الإجابة عليها”. وكانت روسيا مؤيدا طويلا للقذافي وأحد أكبر مصدري السلاح لليبيا. وكان الكرملين قد امتنع عن التصويت للأمم المتحدة حول التدخل العسكري لحماية المدنيين في ليبيا وانتقدت بشدة حملة جوية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) ساعدت في الإطاحة بالقذافي من السلطة. وتابع لافروف:” نعتزم تطوير العلاقات (مع الحكومة الليبية الجديدة)على أساس احترام كافة المعاهدات والاتفاقيات التي أبرمت بالفعل بين البلدين”. وأضاف الوزير:”ابلغنا قادة المجلس الوطني الانتقالي على وجه التحديد انهم يعتزمون انتهاج هذا المنطق”. وقال وزير الخارجية الروسي إن القافلة التي كانت تقل معمر القذافي لم تكن تشكل خطرا حينما تعرضت لهجوم من طائرات الحلف الأطلسي، مشككا في ملابسات موت العقيد الليبي. وأضاف أن زعماء العالم الغربي استبقوا الامور باحتفالهم بموت القذافي. وألمح لافروف إلى أن روسيا تعتقد أن قوات المجلس الوطني الانتقالي قتلت القذافي وأنه لم يمت متأثرا بجراحه مثلما قال بعض ممثلي المجلس. وأضاف أن “الصور التي شاهدناها على التلفزيون تظهر أنه أسر بينما كان جريحا، ومن ثم لاحقا، وبعد أن أصبح في وضع أسير، انتزعت حياته”.