تبذل حكومة ساو باولو جهودا عاجلة للحيلولة دون وقوع كوارث تنظيمية خلال بطولة كأس العالم، المقرر انطلاقها في 12 يونيو المقبل، من خلال تخصيص المزيد من الأموال والتعاقد مع شركات وعمال، لتعويض التأخير الذى حدث خلال السنوات السبع التي كانت محددة للانتهاء من التجهيزات الخاصة بالمونديال. وتظهر جهود الحكومة البرازيلية جلية ولكن النتائج غير مؤكدة، وذلك لأنه تم تسليم ثمانية ملاعب من أصل 12 ملعبا مقرر لها أن تستضيف مباريات البطولة، وبينهم ملعب لن يتم تسليمه إلا قبل انطلاق البطولة بشهر طبقا لأحدث تصريحات أدلى بها جيروم فالكه، السكرتير العام للاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا». وقعت الحكومة البرازيلية في حيرة بين الإسراع في أعمال التجهيزات، الذى يمكن أن يسبب المزيد من حالات الوفايات، ليزيد من عدد الضحايا من العمال والذى وصل إلى الرقم 6 حتى الان منذ بداية أعمال التجهيز، وبين تجهيز الملاعب الاثني عشر التي كان من المفترض تسليمها بالكامل في ديسمبر 2013 الماضي، حيث لا تزال بعض الملاعب التي تم تسليمها بالفعل تعانى مشكلات. ولم تبدأ بعد أعمال التنمية الخاصة بالمنطقة المحيطة بملعب أرينا بيرا ريو، فى بورتو أليجري، عاصمة ولاية ريو جراندي دو سول، والتي وضعت رئيسة البرازيل ديلما روسيف حجر الأساس لها في فبراير الماضي. وطرحت بلدية بورتو اليجري مناقصة للتطوير في بورتو أليجري، لكنها لم تلق اهتماما، وتستعد البلدية لطرح مناقصة جديدة قريبا. يذكر أن بلدية بورتو أليجري، لم تتعاقد حتى الآن مع المسئولين عن تجهيز أماكن إقامة مؤقتة للمراسلين الصحفيين وضيوف الشرف وفقا للمتطلبات التي أقرها الاتحاد الدولي لكرة القدم. من جانبها، أعلنت شركات الاتصالات حاجتها لاشهر من العمل حتى تقوم تحقق تغطية شاملة لجميع الملاعب بخدمة اتصالات الجيل الثالث والرابع. ولذلك من المتوقع حدوث تعثر لخدمات الاتصالات خلال المونديال. وتسبب التأخير الذي تعانيه عملية تحديث المطارات وتنمية وتطوير نقل المشجعين إلى الملاعب المختلفة، في تزايد مشاعر القلق بالبلاد. وصرح وزير الرياضة البرازيلي ألدو ريبيلو أن خطوط السكك الحديدية التي تربط مطار مدينة كويابا بوسط البلدة سيتم الانتهاء من تجهيزها بشكل كامل بعد انطلاق المونديال. وأضاف الوزير البرازيلي أن الاستثمارات التي تمت في كويابا من أجل استضافة مباريات كأس العالم ستغير من شكل المدينة تماما، وأنه يتابع عمليات التجهيز الخاصة بالبنية التحتية، قائلا «إن البرازيل لن تشهد أي مشاكل تنظيمية خلال البطولة»، وسيشهد العالم ما كان يتوقعه من تنظيم ناجح". وبالغ ربيلو في تفاؤله حيث قال "كأس العالم هذه المرة سيكون كباقي بطولات كأس العالم التي فازت بها البرازيل لأنها ستفوز بهذه النسخة أيضا. وتبدأ الحكومة من جانبها تجهيز وإعداد قوات الشرطة لمواجهة الاحتجاجات المتوقعة خلال المونديال، وذلك بعد تزايد حدة الاحتجاجات ضد الإسراف الحكومي في عملية استضافة كأس العالم، حيث بلغت تكلفة عملية استضافة المونديال حوالي 36 مليار دولار طبقا لآخر التقديرات، في حين أن الشعب يحتاج إلى خدمات صحية وتعليمية ووسائل حديثة للنقل. وقد شرعت سلطات ريو دي جانيرو في تجهيز فرق شرطة تستطيع أن تواجه القنابل القابلة للاشتعال التي يستخدمها المتظاهرون. ورصدت مدينة ساو باولو 15 مليون دولار لشراء 15 مدرعة مصفحة أربعة منها مجهزة بخراطيم مياه لتفريق المتظاهرين.