وصف التقرير السنوي لوزارة الخارجية الأمريكية حول وضع حقوق الإنسان في العالم الحرب السورية بالمأساة المروعة، بأبعادها والخسائر البشرية الفادحة التي تكبدتها البلاد خلال السنوات الثلاث الماضية. وجاء في التقرير الذي نشر أمس الخميس، أن الهجوم الكيميائي في غوطة دمشق الذي قتل، حسب معلومات واشنطن، 1429 شخصا، كان واحدا من الفظائع التي ترتكب خلال هذه الحرب، متهما دمشق بتعذيب وقتل السجناء واستهداف المدنيين. وحملت واشنطن الحكومة السورية المسئولية الأساسية عن سقوط أكثر من 140 ألف قتيل خلال النزاع، بينما اضطر الملايين لترك منازلهم، إلا أنه لم يذكر إلا في نهاية الفصل المكرس لسوريا، نشاط "بعض المجموعات المسلحة المتطرفة"، التي تورطت في مجازر وعمليات قصف وعمليات اختطاف وتعذيب وعمليات إعدام جماعية، استهدفت مؤيدي الحكومة والأقليات الدينية والصحفيين وعمال الإغاثة الدوليين. كما أشار التقرير إلى تنامي الخروقات والإجراءات القمعية في مختلف الدول ضد المحتجين ومنظمات المجتمع المدني، مشيرا في هذا الخصوص إلى ملاحقة معارضي السلطات في أوكرانيا وفنزويلا وتركيا والصين خلال عام 2013. ودان وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري" السلطات الأوكرانية السابقة، متهما إياها باستخدام العنف ضد المحتجين، وقال "رأينا في أوكرانيا خلال الأيام الماضية، كيف نزل عشرات الآلاف إلى الشوارع؛ ليظهروا من جديد قدرة الناس على المطالبة بحكومة أكثر ديمقراطية وشفافية على الوقوف ضد القناصة الذي يطلقون الرصاص عليهم من أسطح المباني، كما انتقد الحكومة الفنزويلية، حيث أسفرت الاشتباكات بين قوات الأمن والمحتجين في فبراير الجاري عن سقوط أكثر من 10 قتلى. وانتقد "كيري" الرئيس الأوكراني المخلوع "فيكتور يانوكوفيتش"، بسبب إجرائه العام الماضي انتخابات برلمانية، لا تتفق، حسب رأي واشنطن، مع المعايير الدولية، وبسبب اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين في كييف 30 نوفمبر الماضي، أما الأحداث الأخيرة في كييف، فلم يذكرها التقرير الذي ركز على أحداث السنة الماضية فقط، كما انتقد التقرير بشدة مصر، مشيرا إلى "الإطاحة بحكومة مدنية منتخبة والاستخدام المفرط للقوة من جانب قوات الأمن بما يشمل القتل والتعذيب". وندد التقرير بانتهاكات حقوق النساء والأطفال والعملاء الأجانب في المملكة العربية السعودية، وأشارت واشنطن الى أنه في الوقت الذي مازال فيه مواطنو المملكة لا يملكون أية أدوات لتغيير حكومتهم، إلا أن السلطات بذلت خلال العام الماضي جهودا لمكافحة التمييز في بعض المجالات ومعاقبة الأشخاص المتورطين في تجارة الرقيق والعنف المنزلي، مشيرا إلى أن القيود المفروضة في السعودية على حرية التعبير، تشمل الإنترنت، وحرية التجمع، وحرية الديانة، وحقوق أخرى. كما أشادت الخارجية الأمريكية بسلطات البحرين، باعتبار أنها تعمل على اجتثاث "ثقافة الحصانة" التي تميزت بها الإجراءات القمعية التي استخدمتها المنامة لما وصفه التقرير "بالفترة الطويلة من عدم الاستقرار في عام 2011، بما فيها احتجاجات حاشدة تدعو الى إصلاح سياسي، مشيرا إلى استمرار ملاحقة النشطاء المعارضين في البحرين، وصدور أحكام بالإعدام غير مبررة وسحب الجنسية عن بعض النشطاء. كما انتقد "كيري" في تصريحاته الصين التي اعتبر أنها تشدد القيود المفروضة على قطاع الإنترنت وتلاحق المحتجين والمعارضين، وروسيا باعتبار أنها تواصل ملاحقة معارضي الحكومة.