تحتفل العاصمة العراقية بغداد بختام فعاليات "بغداد عاصمة الثقافة العربية" بحضور مثقفين وفنانين عرب، ومشاركة شعبية مصرية كبيرة من الفنانين والكتاب والصحفيين، وسط حضور قليل من المسؤولين الرسميين المصريين اقتصر على الدكتور عبد الناصر حسن -رئيس هيئة دار الكتب والوثائق المصرية. لم يغب المشهد السياسي في مصر والدول العربية عن الاحتفالات التي أقامتها وزارة الثقافة العراقية في قاعة المسرح الوطني، الذي لا يبعد سوى أمتار قليلة عن ساحة "الفردوس" التي أسقطت منها القوات الأمريكية تمثال صدام حسين في مشهد شهير لا يغيب عن ذهن كل من عاصر الغزو الأمريكي للعراق عام 2003 والذي تحل ذكراه ال 11 الشهر المقبل. ورغم العروض الموسيقية والتراثية التي شهدتها الفعاليات، إلا أن أبرز العبارات التى كست قاعة المسرح الوطني العراقي سواء من المشاركين العراقيين أو المصريين، كانت روسيا حيث أنها كلمة السر في الحرب على الإرهاب، بعد اتهام الولاياتالمتحدة بتشجيع المتطرفين في مصر وسورياوالعراق على حد سواء. وفي هذا السياق، بحث رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، مساء أمس الأول، في بغداد مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف التعاون الثنائي في مكافحة الإرهاب، حيث أكد وزير الخارجية الروسي تأييد بلاده لخطوات الحكومة العراقية في مواجهة الإرهاب وبسط الأمن والاستقرار، واستعداد روسيا للتعاون مع العراق على كل المستويات. وفي كلمته الافتتاحية، أكد مهند الدليمي- وكيل وزارة الثقافة العراقية- أن كل الأشرار تحالفوا ضد جمهورية العراق موضحا أن قوى الشر تريد أن تجعل العراق أرضا للصراع بين الخير المطلق والشر المطلق. وأضاف"الدليمي":"قدر العراق أن تنزف دما ولتثبت للعالم أجمع أنها تخوض معركة طويلة مع الإرهاب، مشيرا إلى بلاده ستحتفل قريبا بهزيمة الإرهاب". وأوضح أن العراق وعلى الرغم من الأحداث الإرهابية التي شهدتها إلا أنها نظمت أكثر من 1000 فعالية ثقافية وفنية خلال هذا العام أنفقت عليها الوزارة نحو 500 مليون دولار. وقال قيس العزاوي -مندوب العراق بجامعة الدول العربية- ل"البديل"، إن اختتام فعاليات اختيار بغداد عاصمة للثقافة العربية يتزامن مع التحدي الذي يقوده الجيش والشعب وأبناء العشائر العراقية ضد الإرهاب الذي استغل محافظة الأنبار ليكون له أوكار فيها. وتابع:"الاحتفالات بعودة بغداد بوجهها العربي والإسلامي وهويتها الأصيلة، يتزامن أيضا مع عودة مصر لهويتها بعد أن حاول الإخوان طمس هويتها المعتدلة والمتفتحة". واعتبر "العزاوي" أن صعود التطرف في بعض الدول العربية، أصبح يؤذي الجميع ويعبر حدود الدول التي بها توترات، مثلما حدث في سوريا وهم يفعلون ذلك في العراق أيضا.