"ولا حياة لمن تنادي" بهذه الكلمات عبر أهالي رشيد بمحافظة البحيرة عن مدى إحباطهم وقلقهم جراء استمرار الوضع الكارثي داخل وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى رشيد العام. فعلى الرغم من التقرير الذي أكد فيه عبد الناصر حميدة، مدير عام الشؤون الوقائية والرعاية الأساسية، بضرورة الوقف الفوري للعمل بوحدة الغسيل، حيث أن العينة التي تم فحصها قد كشفت عن أنها غير مطابقة بكترولوجيا نتيجة لزيادة العدد البكتيري، ووجود المجموعة القولونية. وطالب التقرير الرسمي بضرورة وقف العمل فورا في وحدة الغسيل الكلوي لحين الانتهاء من عمليات الصيانة والتطهير، وإزالة أسباب عدم المطابقة. ولكن المسئولين تعاملوا مع التقرير كأنه لم يكن، وتواصل العمل داخل وحدة الغسيل دون أي اعتبار لحياة المئات من مرضى الفشل الكلوي ما دفع ثلاثة من أهالى رشيد وهم "وليد الكفراوي، وجابر شتا، والسيد الجميل" إلى تحرير محضر ضد كل من الدكتور حازم الببلاوى، رئيس الوزراء، والدكتورة مها الرباط، وزيرة الصحة، واللواء مصطفى هدهود، محافظ البحيرة، والدكتور محمد منيسي، وكيل وزارة الصحة بالبحيرة، والدكتور محمد هنيدي، مدير مستشفى رشيد العام، ونائبه عز الغنام، وحمل المحضر رقم 106 إدارى رشيد واتهموا المسئولين بالإهمال الجسيم وتهديد حياة المرضى، بل ووصل الأمر إلى الاتهام بالشروع في قتل مرضى الفشل الكلوي. من جانبه قال وليد الكفراوي، أحد المتقدمين بالشكوى، ل"البديل" إن مديرية الصحة بالبحيرة تسعى لتدمير منظومة الصحة بمستشفيات والوحدات الصحية بالبحيرة، وهذا بالصمت عن اتخاذ اللازم تجاه المشاكل التي تحدث، وعدم تفعيل الرقابة الحاسمة على المستشفيات، وعدم السعي للوقوف على أسباب الإهمال الموجود، و كأن الإهمال ممنهج ومرسوم، وأن هناك أيدي خفية تحدث المشاكل لإحداث كارثة. وتسأل الكفراوي "كيف تم شراء 11 ألف جهاز، والتي تركب بزجاجة المحلول للمرضى عن طريق نائب المستشفى بالأمر المباشر وليس كما تنص القوانين المنظمة لهذا الغرض!؟ وما هو سر المورد الذي هو من نفس مدينة كفر الدوار – بلد نائب مدير المستشفى؟ فأين رقابة المديرية ؟ وأين الرقابة الإدارية والجهاز المركزي للمحاسبات؟ حول ما حدث وما يحدث الآن ؟". وأشار جابر شتا، أحد المتقديمن بالشكوى، إلى أن مستشفى رشيد العام مازلت تحت حكم جماعة الإخوان "الارهابية" وأن هناك أشخاص تم تعيينهم في المستشفى ليكونوا عيون الإخوان بها، موضحا أن ما تشهده مستشفى رشد العام يمثل استهانة بأرواح البسطاء حتى أصبحت مصدر معاناة للشعب المصري، وخاصة الفقراء. وأكد شتا أن التقارير الرسمية التي طالبت بوقف العمل بوحدة الغسيل بسبب وجود تلوث شديد، مر عليها أكثر من شهر ومازال العمل متواصلا بالوحدة دون أي مراعاة لحياة المواطن. من جانبه رفض مدير الإدارة الصحية التعليق على الموقف.