نشر موقع "دويتش فيله" الألماني مقالا له حول رغبة المصريين في أن يحكم البلاد رجل قوي، حتى يصلون إلى الاستقرار بعد ثلاث سنوات من الفوضى والاضطرابات، وذلك بعد نتيجة الاستفتاء على الدستور الجديد الذي يعزز دور الجيش في الحياة السياسية في مصر. وقال الموقع إن مصر غالبا هي الدولة الوحيدة التي وضعت وجه وزير دفاعها الحالي "عبد الفتاح السيسي" على بعض المنتجات المصرية، مشيرا إلى أن المصريين يعشقون "السيسي" لدرجة العبادة، فبعد ثلاث سنوات من الفوضى والعنف ومئات القتلى، أصبحت رغبتهم المشاركة في المظاهرات، ليست من أجل الديمقراطية، بل لتحقيق الاستقرار، فالمصريون يريدون عودة السلام إليهم، ويريدون فرصا جديدة للتطور، مضيفا أن "نعم" على الدستور ليست إلا تعبيرا عن إرادة المصريين في هذا. وأوضح أن رؤية المصريين للاستقرار تتمثل في "السيسي"، الحاكم الفعلي من وراء الكواليس، فهم يتمنون أن يكون رئيسهم القادم، وقد تزايدت فرص نجاحه بعد نتيجة الاستفتاء، ولكن رغم هذا التأييد الجارف إلا أن لديه العديد من المعارضين، ليست فقط جماعة الإخوان بل العديد من الليبراليين والعلمانيين الذين تحملوا أسوأ أشكال القمع خلال الحكم العسكري، وبهذا فإن مصر تعيش حالة انقسام كبيرة. وأشار الموقع إلى أن الدستور يعزز من مكانة المرأة الاجتماعية، ويحمي مصالح المسيحيين، لكنه يقوي موقف الجيش في البلاد، مما أدى إلى الخوف من استمرار انتهاكات حقوق الإنسان، وتابع أن رسالة الاستفتاء الحقيقية هي وضع المصريين ثقتهم في الجيش على مدى السنوات القليلة المقبلة، حتى ولو على حساب حريتهم، وهذا ليس بالضرورة أن يغلق الطريق أمام الديمقراطية، لكنه سيكون طريقا وعرا وطويلا. وأنهى "دويتش فيله" مشيرا إلى أن تجريم المعارضة لن يأتي سوى بالعنف، ومن المعروف أن الرجال الأقوياء قادرون على اتخاذ التدابير الجذرية، وعلى بناء توافق الآراء وجسور من التفاهم.