ما حدث بالأمس هو سبة في تاريخ مصر وانتكاسة وانكسار وهزيمة لا تقل بشاعة عن هزيمة 1967, ولكن الفارق أن هزيمة 5 يونيو كانت من جيشاً متكاملاً متقناً لكل فنون القتال, ولكن الهزيمة الآن تكمن في أن المواطن المصري قام بقتل كرامته، والتلذذ من بالمهانة والخضوع والخنوع لعصابة لا يتجاوز عددها أصابع اليد ... بالأمش انعقدت انتخابات مصر 2010 والتي اثبتت فعلياً أنها انتكاسات مصر وليست انتخابات مصر, فحصيلة اليوم الانتخابي تجاوزت العشرة قتلى ومئات المصابين وحالات التزوير وتسويد البطاقات والرشاوى والقمع والقهر تجاوزت المئات ولن اكون مبالغ إذا قلت آلاف ... بالأمس لم تكن هناك انتخابات برلمانية يفوز فيها البعض ويخسر الآخر, فبالأمس خسر الجميع وأول الخاسرين المواطن المصري الذي ذهب إلى لجان الاقتراع ليفتح مزاد على صوته .. الخاسر هو المواطن المصري الذي باع صوته والذي تم استئجاره لتشويه سمعة الآخرين أو الاعتداء على شركائه في الوطن من أجل حفنة من الجنيهات. أما التيارات السياسية فجميعها خسرت خسارة فادحة فالوفد لم يكن على قدر المسئولية ولا على مستوى الآمال التي تعلقت به فخزل الجميع بأداء هزيل أثناء اليوم الانتخابي وافتقد لروح التغير المأمولة برجال الوفد ... أما التجمع كعادته خاض المعترك الانتخابي وعينه على الإخوان المسلمين وليس من أجل التناحر مع حزب اغرق البلاد في بحور من الفساد منذ أكثر من ثلاثين عاماً فكانت محصلته مخزية لليسار المصري وتاريخه ... وإذا نظرنا للإخوان المسلمين فموقفهم لم يكن بأفضل من الآخرين فشابه الكثير من الريبة في التصريحات والتحركات فكانت الجماعة أضعف بكثير مما كانت عليه عام 2005, افتقدت الندية والشراسة واستسلمت للواقع الذي فرضه الحزب الوطني.. وإذا نظرنا لمواقف الحزب الوطني فنجدها لا تختلف كثيراً عما سبقها وخاصة فيما يتعلق بانتخابات الشورى 2010, فوجدنا الحزب الوطني كعادته يقوم بالتزوير وتسويد البطاقات والبلطجة والرشاوى وغيرها من المظاهر السلبية التي رسخها الحزب كقواعد للعملية الانتخابية, ولكن الحزب الوطني موديل 2010 أضاف صبغة جديدة للانتخابات وهي التزوير لبعض معارضيه فأصبح الحزب يختار معارضيه بعناية, فنجد ظهور أحزاب جديدة على الساحة الانتخابية لا يعلم عنها أحد شيئاً سوى لجنة شئون الأحزاب مثل حزب الجيل.. وهنا يصعد في الأفق سؤال يطرح نفسه بإلحاح ويشتاق لإجابة شافية وهو إلى متى ستظل مصر في هذا النفق المظلم؟ إلى متى ستهون كرامة المصري عليه؟ متى ستنتفض الكرامة الوطنية والإباء والعزة بالنفس؟ إلى متى ستظل لعبة السياسة والتي تقوم بتحديد مسار الوطن ورسم مستقبل 80 مليون مصري في أيدي عصابة لا تتعدى عدد اصابع اليد؟؟ وايضاً إلى متى سيظل المدافعين الرسميين عن الوطن حفنة من المرتزقة المتربحين؟ متى سيتوحد الشباب المصري من اجل مصر ولا شيء سوى مصر؟ أين الروح الوطنية؟ أفيقوا فنحن نسقط من الهاوية .... مواضيع ذات صلة 1. شادي العدل : المواطن صحفي 2. 64مرشح مستقل بالإسكندرية يشكلون تحالف لمواجهة الوطني ..والوفد يهدد باللجوء لمحكمة العدل لتنفيذ أحكام المستبعدين 3. محمد خالد : الكشري المصري و الأنتخابات الأمريكية 4. محمد عبد الرحمن : الشعب المصري يهتف : شكراً عمرو خالد 5. المستبعدات من كوتة الوطني في شكاوى لمراكز حقوقية :الحزب استغلنا للحصول على تبرعات بدون سند