قالت صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية اليوم، إن المليشيات الانفصالية المسيطرة على شرق ليبيا تعهدت بحماية السفن الحاملة للنفط في الموانئ التي يسيطر عليها المتمردون، في تحد مباشر للحكومة المركزية، التي أطلقت طلقات تحذيرية لإبعاد ناقلة من مالطة حاولت أن ترسو في ميناء افق – سدر. وأضافت الصحيفة أن الوضع يثير العديد من المخاطر والتوترات بين الحكومة المركزية في طرابلس والميليشيات في شرق البلاد التي تطالب بمزيد من الحكم الذاتي لتحصل على عائدات النفط. وأشارت إلى محاصرة الميليشيات أكبر محطات تصدير النفط في البلاد منذ الصيف، والحد من تدفق النفط حيث تعتمد المصافي الأوربية على النفط الليبي ذات الجودة العالية للحفاظ على أسعار النفط العالمي فوق 100 دولار للبرميل. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن المليشيات التي تسيطر على شرق البلاد تسعى لبيع النفط الخام لجمع الأموال، ولكن الحكومة الليبية حذرت التجار مرارا وتكرار من التعامل مع هذه العصابات، وتوعدت باستخدام القوة، لافته إلى أن تجار النفط حتى الآن يرفضون التعامل مع المليشيات. كما أعلن الرئيس السابق لحرس مرافق البترول الليبية "إبراهيم جضران" أنه لن يأمر مقاتلي الميليشيا التي يقودها بإنهاء الحصار عن معظم المنشآت التي يسيطر عليها في ليبيا. وقال "جضران" :"لقد فشلنا في التوصل إلى اتفاق مع الحكومة طبقا للشروط السابقة وبناء عليه، فإنني لن أعيد فتح هذه المنشآت أمام هذه الحكومة الفاسدة"، وكان "جضران" قد طالب بضرورة توافر الشفافية الكاملة في قطاع النفط وبأن تشرف عليه مفوضية مشتركة بين القبائل المحلية والحكومة، واستولت الميليشيات على مرافئ رأس لانوف والسدر والزويتينة كما تحتفظ بنقاط حراسة وقواعد قرب منشآت ومواني لتصدير النفط الليبي منذ نحو 3 أشهر. واختتمت الصحيفة بقولها: تكبدت الحكومة الليبية خسائر تقدر بتسعة مليارات دولار منذ سيطرة المليشيات على المنشآت، وتنفي الحكومة الاتهامات الموجهة إليها بالفساد، لكنها ظلت تطالب بالحصول على نصيب أكبر من النفط في شرق ليبيا.