قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية إن مواقف رجب طيب أردوغان وعبد الله جول، رجلا النظام القويين، بخصوص فضيحة الفساد التى اكتشفت في ديسمبر 2013 وهزت حزب العدالة والتنمية التركى، كانت متناقضة تمامًا، فقد رد أردوغان على الاتهامات التى وجهت إلى دائرة المقربين منه بالهجوم، أما رئيس الجمهورية أنتظر بهدوء الوقت المناسب للرد. وأشارت إلى أن شخصية أردوغان ظلت لفترة طويلة طاغية على شخصية جول الذى أصبح خلال الأشهر الأخيرة المنافس الأكثر خطورة لأردوغان، لافتة إلى أن جول قد يصبح المستفيد الأكبر من هذه الأزمة السياسية التى لم يسبق لها مثيل منذ وصوله إلى سدة الحكم عام 2002. وأكدت الصحيفة أنه حتى وإن تجنب الرجلان المواجهات، إلا أن أردوغان وجول يظهران على نحو متزايد كمنافسين محتملين، فكفة الثانى صارت راجحة فى الوقت الذى انخفض فيه رصيد الأول، فكلما بدا رئيس الوزراء مستبدًا فى طريقة حكمه أخذ الرئيس الاتجاه المعاكس. وأوضحت أن مسألة التوترات بين الرجلين زادت منذ عام 2011، فقد أبدى جول معارضته للتخلى عن المفاوضات مع الاتحاد الأوروبى التى تمثل بالنسبة له "أولوية استراتيجية على المدى الطويل"، ولسياسة أنقرة تجاه سوريا وتعزيز وجود الجماعات التكفيرية على حدودها، وللانحراف نحو الاستبداد وصرامة السلطة. وتابعت الصحيفة أن جول الذى ينظر إليه أنه أكثر اعتدالا وديمقراطية، صار الآن السياسى الأكثر شعبية فى تركيا، وذلك وفقًا لاستطلاعات للرأى أجريت مؤخرًا، مؤكدة أن الانتخابات الرئاسية التى ستجرى للمرة الأولى بالاقتراع المباشر فى أغسطس المقبل قد تصبح فرصة لإثارة جدال كبير بين الرجلين، فأردوغان، الذى لا يخفى طموحه، يرغب فى المشاركة بالسباق الرئاسى كما فعل عام 2007 قبل أن تمنعه المؤسسة العسكرية. ولكن جول يحظى بدعم كبير من جانب حركة "جولن" التى يتزعمها فتح الله جولن، والذى صار الآن فى صراع مع أردوغان، وإذا كانت الحركة لم تعلن اختيارها بعد، فإن مسئوليها لا يخفون تفضيلهم لجول.