يرى الكاتب والمحلل الفرنسى جورج مالبرونو المتخصص فى الشئون العربية، أن زيارة الرئيس الفرنسى فرانسوا أولاند للسعودية علامة على تحول الرئيس إلى الرياض، فبعد التقارب بين قطر والرئيس السابق نيكولا ساركوزى، تجعل فرنسا الآن من المملكة العربية السعودية "شريكًا مفضلا" لها فى الشرق الأوسط. وقال "مالبرونو" فى مقاله بصحيفة "لوفيجارو" الفرنسية أمس، إن باريس والرياض يتفقان دائمًا فى الرأى بشأن معظم القضايا الدبلوماسية الإقليمية وما يدل على ذلك الزيارات المتكررة من جانب وزير الخارجية سعود الفيصل ورئيس جهاز الاستخبارات بندر بن سلطان. وفيما يتعلق بسوريا، فإن الفرنسيين والسعوديين يفعلون كل شئ لمساعدة المعارضين لبشار الأسد فى إسقاط النظام البعثى، فقد شعرت الرياض وباريس بخيبة أمل بعد تراجع الولاياتالمتحدة عن توجيه ضربة عسكرية لسوريا فى سبتمبر الماضى بعد الهجوم الكيميائي اغسطس الماضي. وأوضح "مالبرونو" أنه منذ ذلك الحين يريد أولاند الاستفادة من توتر العلاقات بين الرياض وحليفها الأمريكى بشأن سوريا وكذلك إيران، التى تمثل الأولوية الأخرى بالنسبة للدبلوماسية السعودية. كما أشار مالبرونو إلى وجود اختلافات بين الرياض وباريس فى طرق تحقيق الهدف، فبينما تؤيد السعودية إرسال الأسلحة إلى المعارضة بما فيها الإسلاميين نجد أن فرنسا أكثر تحفظًا متهمة الرياض أحيانًا بممارسة "لعبة مزدوجة" عن طريق مساعدة المعارضة المعتدلة المتمثلة فى الجيش الحر والسلفيين المتطرفين. ويتوقع خلال الزيارة الاتفاق بشأن الاستثمارات السعودية فى فرنسا، حيث يؤكد مالبرونو أنه وفقًا لمعلوماته، كلف أولاند وزير خارجيته لوران فابيوس باستقبال وزير المالية السعودى للحديث بشأن استثمارات الرياض فى فرنسا. وأوضح "مالبرونو" أنه تبقى مسألة العقد بين السعودية وشركة تاليس الفرنسية بشأن أنظمة الدفاع الجوى السعودى مقابل مبلغ 5 مليارات يورو، وقد خضع هذا العقد لمفاوضات منذ أربعة سنوات، وقامت الرياض بالتوقيع بالأحرف الأولى ولكن لا تزال فى انتظار توقيع الملك عبد الله.