تسبب قرار مجلس الوزراء أمس الأربعاء اعتبار جماعة الاخوان تنظيم ارهابي ومصادرة كافة ممتلكاته وأمواله وملاحقه جميع المنتمين اليه، في ارتباك اراء شباب و قيادات الدعوة السلفية وحزب النور، بعضهم من أكد على تأخر هذا القرار ووصفه بالشجاع، والاخر رأى انه كان لابد من صدور حكم قضائي أولًا وحذر من موجهة ارهابية أشرس وسط محاولات للجماعات التكفيرية والجهادية لاستقطابهم. يقول سامح عبد الحميد حمودة عضو الدعوة السلفية "إن قرار إعلان جماعة الإخوان منظمة إرهابية يؤلمنا جدًّا؛ لأن قوة الإخوان هي قوة للتيار الإسلامى". وأوضح أن جماعة الإخوان هى التى أعطت للحكومة هذه الفرصة لتصنيفها جماعة إرهابية وإنهاء تاريخها، مشيرًا إلى أنهم نصحوا الجماعة مرارًا وتكرارًا، إلا أنها لم تستجب لأحد. ورأى أن أهم ما يميز الإخوان في الفترة الحالية العناد والصدام والمواجهة، وقال "وقد غروا بأنفسهم ولم يأخذوا بمشاورة أو نصيحة أحد". فيما تحفظ محمد عطية عضو اللجنة القانونية بحزب "النور" على القرار من ناحية خروجه في صبغة قرار حكومي. وقال "هذه الأمور الجسام والعظام والتى تعتبر علامة هامة فى تاريخ مصر كانت تحتاج إلى تحقيق قضائى موسع، ثم صدور حكم قضائى مسبب، بعد ثبوت الأدلة والإدانة ضد الجماعة. وأكد أنه يرفض ما حدث بالمنصورة قائلًا "دماء المسلمين معصومة وغالية، وهذا الفعل فعل مجرم صدر من أصحاب عقول خربة لا تنتسب للفكر الإسلامى السليم ولا تتسق مع صحيح الدين". وأوضح خالد علم الدين عضو المجلس الرئاسي بحزب النور أن قرار مجلس الوزراء باعتبار الإخوان جماعة إرهابية جاء نتيجة الضغط الإعلامي والسياسي الذي كان عليه، ووصفهم بالحكومة المرتعشة. وأشار علم الدين إلى أن هذا القرار يؤدي إلى اشتعال الصراع، ومزيد من العف، والأعمال الإرهابية، والتى سيدفع ثمنها الوطن بأسره، وسيعاني آثارها المواطن المسكين. وأبدى تخوفه من أن يكون القرار سببًا في انفلات العديد من المنتمين إلى الإخوان، ويقعون تحت أيدى الجماعات التكفيرية، والمجموعات المسماة بالجهادية، التي تجندهم؛ ليصبحوا وقودًا لهذا الصراع. وأشار الدكتور ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية إلى أنه كان يفضل أن يستبق قرار تصنيف جماعة الإخوان كتنظيم إرهابي حكم قضائي يفيد بذلك وليس بقرار من مجلس الوزراء. وأضاف أن "الحكومة لاقت ضغطًا شعبيًّا كبيرًا في الوقت الذي كانت مترقبه لحين صدور حكم قضائي أولًا". وأكد محمد الاباصيري الداعية السلفي أن قرار الحكومة بإدراج الجماعة على قوائم الإرهاب تأخر جدًّا.. تأخر لعقود طويلة، وكان يجب على حكومات سابقة على هذه الحكومة أن تتخذه. وأشاد "الباصيري" بقرار الحكومة، وقال إنها امتلكت الشجاعة رغم وجود ضغوط إقليمية وغربية من أجل عدم إعلانها ذلك. وأضاف "أصعب من القرار هو ما يترتب على القرار؛ إذ تكمن المشكلة في طبيعة الجماعة السرية والتي تجعل من الصعوبة بمكان التعرف على أعضائها، فالإشكالية في كيفية تنفيذ وتطبيق هذا القرار لا في القرار نفسه، وإن كان يعد أول خطوة على الدرب". وتابع "أعتقد أن الموجة الإرهابية القادمة على مصر سوف تكون أعنف ما تكون وأشرسها وأطولها مدة وأكثرها ضحايا، ولكنها هي ضريبة التخلص من الإخوان وللأبد". وأردف قائلًا "هذا الشعب العظيم قد ضرب المثل عبر التاريخ في التضحيات من أجل وطنه، ولن يبخل على وطنه بالتضحيات مهما كانت، حين يأتيه نداء الوطن، ومع ذلك كله وقبله وبعده لن يستطيع الإرهاب أن يهزم مصر أبدًا، فمصر أكبر من الإرهاب وأعظم من الإخوان".