فى الفترة ما بين 18 و23 ديسمبر قام البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية بزيارة رعوية حرص على تسميتها بزيارة "المحبة" لأرض ألمانيا. وانطلاق الرحلة كان من فرانكفورت مساء يوم الأربعاء 18 ديسمبر، وكان في استقبال البابا حشد كبير من الأقباط الذين اختلطت مشاعرهم بدموع الفرحة؛ تعبيرًا عن مكانته الرفيعة فى قلوبهم، وكان فى مقدمة مستقبليه السفير المصرى والقنصل العام فى ألمانيا، إلى جانب الأنبا دميان أسقف ألمانيا، والأنبا ميشائيل أسقف دير الأنبا أنطونيوس، وعدد من قيادات وممثلى الطوائف المسيحية، ورافق البابا فى الرحلة قادمًا من فيينا الأنبا جابرييل والقمص أنجيلوس إسحق سكرتير المقر البابوى. وفى مساء نفس اليوم كان شعب كنيسة مارمرقس فى فرانكفورت على موعد مع لقاء البابا، والذي كان لقاءً ودودًا مع أبنائه، تبادل معهم الأحاديث، وتَعرَّفَ منهم على ظروف حياتهم فى ألمانيا ومدى حرصهم على التواصل مع عائلاتهم فى مصر ومتابعة الشأن المصرى، وقام بعدها بتلبية دعوة قنصل مصر فى ألمانيا على العشاء. وفى صباح الخميس 19 ديسمبر قام البابا بتدشين كنيسة مارمرقس فى فرانكفورت وصلاة القداس الإلهى بمشاركة الآباء الأساقفة والرهبان والكهنة. ثم توجه إلى دير الأنبا أنطونيوس، حيث حضر عدد هائل من الأساقفة والكهنة والرهبان والأقباط من مختلف دول أوروبا، خاصة هولندا وفرنسا، إلى جانب شعب ألمانيا؛ للترحيب برأس الكنيسة القبطية ورمزها. وقام خلال إقامته فى الدير بتدشين كنيسة الرهبان والاجتماع فى لقاء أبوى مع الآباء الكهنة، تلاه لقاء آخر مع خدام التربية الكنسية. وفى صباح يوم السبت الموافق 21 من الشهر الجارى، صلى القداس الإلهى فى الدير بالاشتراك مع جمع كبير من الآباء، وهم الأنبا بيشوى والأنبا بطرس والأنبا أرميا والأنبا جابرييل والأنبا أباكير والأنبا دميان والأنبا ميشائيل وآخرون. كما حرص عقب القداس الإلهى على الالتقاء بأبنائه خريجى الكلية الإكليركية فى ألمانيا وتكريمهم ومنحهم شهادات التخرج والتقدير. وفى ختام زيارته لدير الأنبا أنطونيوس بكريفلباخ، بارك الكثيرين وصلى من أجل بعض المرضى، واستمع إلى أبنائه الأقباط فى ألمانيا، ثم توجه إلى القرية القبطية فى مقاطعة هوكستر، حيث التقى أيضًا بأبنائه فى لقاء سريع تعرف خلاله على مشاكلهم، خاصة فيما يتعلق بالخدمة والاحتياج إلى كنائس جديدة، ووعدهم بحل أى صعوبات تواجههم. وفى مساء السبت قام بزيارة لدير القديس ماريعقوب السروجى للسريان الأرثوذوكس فى مقاطعة هوكستر بألمانيا، حيث استقبل بحفاوة كبيرة وغير مسبوقة، وكان فى استقباله النائب البطريركى السريانى المطران متياس نايش مطران ألمانيا وعدد كبير من الأساقفة والرهبان فى الكنيسة السريانية. ورافقه عدد كبير من الأساقفة، واستمع إلى الألحان والترانيم السريانية والتي قدمت للترحيب بزيارته، كما حرصت السيدات على استقبال قداسته بالزغاريد والورود، واستمع إلى كلمات المحبة والتقدير له وللكنيسة القبطية من عدد كبير من قيادات الكنيسة السريانية وديرها. وتحدث البابا خلال كلمته عن العلاقات التاريخية الوثيقة بين الكنيستين اللتين يجمعهما وحدة الإيمان، مشيرًا إلى الآلام والتحديات المشتركة للكنيستين فى ضوء التغييرات التى حدثت فى مصر وسوريا، لافتاً إلى أنه يحمل ذكريات جميلة لسوريا وأديرتها، خاصة فى مدينتى معلولا وقطنة، ورفع صلوات خاصة من أجل المطرانين المختطفين وراهبات معلولا المختطفات، متمنيًا أن ينعم الله عليهم بتحمل هذه التجربة وأن يفك أسرهم قريبًا. كما أزاح الستار عن لوحة تذكارية فى الدير تسجل هذه الزيارة التاريخية، وحظيت الزيارة بمتابعة إعلامية كبيرة، سواء من القنوات القبطية أو السريانية، وحرص على الإجابة عن كل تساؤلاتهم. ولمزيد من التواصل مع الشعب السريانى؛ حرص على تناول العشاء فى الدير مع مطارنة وأساقفة ورهبان الدير والزوار؛ لتأكيد مشاعر الحب والتقارب وتبادل الأحاديث الودية معهم. وعقب الحفل توجه إلى دير القديسة العذراء مريم والقديس موريس بمقاطعة هوكستر. وفى صباح أمس الأول الأحد 22 ديسمبر قام بتدشين مذابح الدير، وبتعميد العديد من الأطفال، وفى الظهيرة اكتظ الدير بمئات الزوار للقائه، من المسئولين الرسميين الألمان ومن قيادات الطوائف المسيحية فى ألمانيا وأبناء الكنائس السريانية والسودانية والإريترية، حيث حرص كثيرون على ترديد أناشيد الترحيب والبهجة تقديرًا لزيارته. كما حضر عدد هائل من أبناء الكنيسة القبطية فى الولايات الألمانية المختلفة ودول الجوار، ثم توجه أمس الاثنين إلى برلين للقاء كاردينال ألمانيا، وحضور حفل استقبال السفارة المصرية فى برلين، وتخلل برنامج الزيارة العشرات من اللقاءات الهامة والأحاديث مع شخصيات بارزة ورموز الجالية القبطية فى أوروبا. وسوف يختتم الزيارة التاريخية اليوم الثلاثاء عائدًا إلى أرض مصر؛ استعدادًا لاحتفالات عيد الميلاد المجيد.