نشرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية مقالا لها بعنوان عصر المظاهرات والاحتجاجات المعولمة من أجل الحرية، هكذا اسمت الصحيفة العصر الذي نعيش فيه الآن، و أضافت "الواشنطن بوست " أن هذا العصر قد أفاد النخب حول العالم فقط وترك من يفتقرون إلى التعليم أو مهارات التنافس على جانب الطريق دون أن يهتم بهم. وقالت الصحيفة أن الجميع سيتذكر 2013 الذي امتلأت فيه شوارع العواصم بالعديد من النخب الغاضبة والمحرومة من الحرية، حيث أن الحشود التي دعت إلى الثورة في القاهرة واسطنبول وبانكوك وكييف لم يكونوا فقراء العصر، بل هم المتوازنين اقتصاديا من الطبقة الوسطى والمتعلمين والعلمانيين، المدعومين من رجال الأعمال، وبتعاطف الحكومات الغربية معهم. و أوضحت الصحيفة أنهم يتظاهرون لأن العولمة ليست مجرد قصة اقتصادية، بل هي ظاهرة مصحوبة بانتشار الانتخابات الحرة الشاملة في البلاد التي لم يكن بها حريات، ومكنت المظاهرات من تصاعد أفكار أضحت شعبية وعدت بسحق النظم القديمة التى تحتكر النظم السياسية، وبالتالي فإنها ثورة النخبة. وبينت الصحيفة أن"رجب طيب أردوغان" في تركيا، و"تاكسين شيناواترا" في تايلاند، و"فيكتور يانوكوفيتش" في أوكرانيا، و" محمد مرسي"في مصر، لديهم بعض الأشياء المشتركة رغم اختلافهم، فمن دعموهم وانتخبوهم هم الأكثر فقرا والأقل تعليما والريفيين، لكن معارضيهم متمركزون في العواصم. وما يزيد القلق، أن من يفوزون بالديمقراطية غالبا لا يحترمونها، فهم يعيدون كتابة القوانين لصالحهم ليس لصالح البلد والشعب، ويملاءون الحكومة والإعلام بأتباعهم، ويقبضون على المعارضين؛ كما فعل "تاسكين" و"مرسي" بتنظيم عصابات من البلطجية لنهب ومهاجمة معارضيهم. وأشارت إلى أن بعد كل هذا، ليس من المفاجئ ارتفاع قيمة النخب حيث بدأت مسيرات الطبقات المتوسطة في كاراكاس عاصمة فنزويلا 2002، لكن هذا العام أصبحت في بانكوك عاصمة تايلاند، وكييف عاصمة أوكرانيا، حيث أن حكامهم يحرمونهم من الحريات ويدمرون اقتصادهم. ولكن المشكلة تكمن في أن المعارضين لا يلتزمون بالديمقراطية أيضا، ففي مصر، اتفقت الأحزاب السياسية مع الجيش للإطاحة ب"مرسي"، وفي تايلاند جماعة "القمصان الصفراء" دعمت الانقلابات السابقة فقط لخسارة الانتخابات القادمة، وفي أوكرانيا يطالب المتظاهرون باستقالة "يانوكوفيتش"، على الرغم من أن فترته الرئاسية لن تنتهي حتى 2015، ويبدوا أن هذا ليس قانونيا. وأنهت "واشنطن بوست" مقالها بأن كل هذه التكتيكات ستؤدي إلى طريق مسدود، فعلى الرغم من أن آلاف السياسيين مسجونون بمصر، فإن النظام يفتقر إلى وسائل تحقيق الاستقرار، لأن أنصار "مرسي" لن يسمحوا له وسيقاومون أي إصلاحات اقتصادية، ويخاطر شعب تايلاند خطر انقسام بين الشمال والجنوب، وأوكرانيا منشقة بين الغرب والشرق.