علقت المؤرخة المتخصصة فى الشئون الروسية "جاليا أكرمان" على العفو الذي أصدره الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" عن صاحب الإمبراطورية النفطية السابق ميخائيل خودوركوفسكى ونشطاء منظمة "جرينبيس" وفرقة "بوسي رايوت" قائلة: إنها لسيت مبادرة من بوتين، وإنما من جانب المدافعين عن حقوق الإنسان، فقد تم إصدار القانون للإفراج عن هؤلاء مع قرب انطلاق دورة الألعاب الأوليمبية فى سوتشى والتى تعد مشروعًا شخصيًا لبوتين واستثمارًا ضخمًا لروسيا. وأوضحت "أكرمان" فى حوار أجرته مع صحيفة "لوموند" الفرنسية أن بوتين تعرض لضغوطً عديدة، حيث أعلن عدد كبير من رؤساء الدول، من بينهم فرانسو أولاند وباراك أوباما، عدم حضورهم حفل الافتتاح فضلا عن أن خروج مظاهرات لدعم نشطاء منظمة "جرينبيس" أو فرقة "بوسي رايوت" خلال دورة سوتشى، لن يصب فى صالح صورة بوتين وروسيا، وبالتالى فإن بوتين أصدر هذا العفو حتى لا يكون هناك ما يمنع نجاح تنظيم دورة سوتشى. وأشارت "أكرمان" إلى وجود سبب آخر للعفو عن خودوركوفسكى وهو الوضع الاقتصادى السئ فى روسيا، فالنمو منخفض فضلا عن إفلاس العديد من البنوك وركود أسعار البترول والغاز، فهذا العفو يعد إشارة قوية للمستثمرين الروس والأجانب، فقد ارتفعت أسعار بورصة موسكو فور إعلان هذه الأنباء. وفيما يتعلق بموقف الرأى العام حيال خودوركوفسكى، ذكرت جاليا أكرمان أنه منذ ما يزيد عن 9 أعوام، عندما حكم عليه بالسجن كان جانبًا كبيرًا من الرأى العام الروسى معاديًا له، فقد كان الأكثر ثراءً فى روسيا وكان واحدًا من أصحاب المليارات الذين زادت ثروتهم بسرعة هائلة خلال عهد يلتسن، واعتقد الجميع أن بوتين، صاحب الشعبية الكبيرة آنذاك، يسعى لتخليص البلاد من هؤلاء الأثرياء القلائل، إلا أنه فى الواقع، ظل وضع كل من أيد الكرملين كما هو بينما اتسعت قائمة الملياراديرات على يد المقربين من بوتين. كما رأت المعارضة المتزايدة ضد بوتين آنذاك أن وضع خودوركوفسكى أصبح رمزًا لظلم نظام بوتين، وبالتالى فقد أكدت أكرمان أن العفو عنه الآن، قبل أشهر قليلة من الإفراج عنه المزمع فى أغسطس 2014، يعد مكسبًا سياسيًا كبيرًا لفلاديمير بوتين.