أحرجت قناة "كنال بلوس" الفرنسية السلطات الجزائرية والتلفزيون الحكومي، بخصوص الصور التي بثها الأخير أثناء استقبال الرئيس "بوتفليقة" لرئيس الوزراء الفرنسي "جان مارك آيرولت"، وهي صور بالغ التلفزيون الحكومي في تركيبها وتضخيمها لإظهار أن الرئيس "بوتفليقة" بصحة جيدة. وتظهر الصور الحقيقية "بوتفليقة" متعبا وغير قادر على تحريك يده اليمنى أكثر من ثلاث مرات، بينما يظهر الفيديو الذي بثه التلفزيون الحكومي "بوتفليقة" وهو يحرك يده ثماني مرات. وكانت قناة "كنال بلوس" في برنامجها الشهير "لوبوتي جورنال"، وهو برنامج إخباري ساخر يتصيد أخطاء السياسيين، قد عاد للقاء الذي خص به الرئيس "بوتفليقة" رئيس وزراء فرنسا، خلال الزيارة التي قام بها إلى الجزائر يومي الاثنين والثلاثاء، ورغم أن اللقاء مر بشكل عادي في التلفزيون الحكومي، بل استغل لإظهار الرئيس "بوتفليقة" في وضع صحي معقول، في حين أن الصور الحقيقية كانت شبه صادمة، وتوحي بأن صحة الرئيس لم تتحسن كثيرا، خلافا لما يصرح به المسئولون، والداعون إلى ترشحه لولاية رئاسية رابعة. وفي التقرير الذي بثه التلفزيون الحكومي فإن "بوتفليقة" يظهر وهو يتبادل الحديث مع رئيس وزراء فرنسا، وهو يحرك يده اليمنى واحتسبت القناة الفرنسية عدد المرات التي ظهر فيها "بوتفليقة" محركا يده، فوصلت إلى العدد ثمانية، وهو ما شرحته القناة الفرنسية بأنه عملية مونتاج مضخمة لنفس الصور، ولكن بالاعتماد على عدد كبير من الكاميرات نصبت في زوايا مختلفة، بما يعطي الانطباع بأن الرئيس كان قادرا على تحريك يده أكثر من مرة. وفي المقابل بثت القناة نفس الصور دون مونتاج، ويظهر فيها الرئيس "بوتفليقة" وهو يحرك يده ثلاث مرات، ثم لا شيء، إذ يصمت عن الكلام ويتيه بصره في القاعة، ويظهر عليه التعب، في نفس الوقت يبدو الحرج على رئيس الوزراء الفرنسي، الذي يبقى صامتا، في انتظار أن يستأنف الرئيس "بوتفليقة" الكلام.