ذكرت مجلة "ناشيونال جيوجرافيك" العلمية الأمريكية أن المسبار "كوريوسيتى"، التابع لوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا"، والموجود على سطح كوكب المريخ منذ عام ونصف تقريبًا، أرسل يوم الاثنين الماضي أكبر وأهم نتائج واكتشافات حتى الآن حول الكوكب. وفي حين أن التقرير الذي صدر عن مجلة "ساينس"، دورية علمية تنشرها الجمعية الأمريكية لتقدم العلوم، تحدث عن جوانب مختلفة من كوكب المريخ ومن وجهات نظر مختلفة، إلا أنه قدم بداية فهم جديد للكوكب الأحمر، وخصوصًا في العهود المبكرة قبل 3 إلى 4 مليار سنة. وأضافت المجلة أن المريخ كان في وقت مبكر مماثل للأرض بطرق كثيرة ومهمة، مشيرة إلى أن التقرير أشار إلى 6 اكتشافات واستنتاجات رائعة حول المريخ. وكان أول هذه الاكتشافات هو أن المريخ كان كوكبًا صالح للسكن لفترة ربما تكون طويلة، فبعد استنتاج أن الأنهار وجداول المياه تدفقت في يوم من الأيام لفوهة "جال"، أفاد فريق "كوريوسيتى" أنه كانت هناك بحيرة أيضًا، وبهذه المياه السطحية وكذلك المياه الجوفية يحتمل أن تكون هبطت مئات الأمتار يمتلك الكوكب كل ما هو مطلوب لدعم الحياة الميكروبية. وأوضح التقرير أن فوهة "جال" كانت أكثر دفئًا ورطوبة وصالحة للسكان قبل 3.5 إلى 4 مليار سنة، وهي الفترة التي نشأت فيها الحياة على كوكب الأرض. أما الاستنتاج الثاني فهو أن المياه تدفقت على كوكب المريخ في يوم من الأيام، وأن المياه كانت هناك في بعض الأحيان وفي أشكال لم يعتقد العلماء أن تكون حقيقية قبل فترة ليست طويلة. وكان أحد أهم إنجازات المسبار "كوريوسيتى" هي التلميحات التي قدمتها الأقمار الصناعية، التي تدور حول الكوكب بأن المريخ كان له ماض مائي. وأضاف التقرير أن الاستنتاج الثالث هو إثبات صحة نظرية "اتبع الكربون"، فالبحث عن المركبات العضوية القائمة على الكربون، أحد الأهداف الرئيسية لبعثة " كوريوسيتى"، كانت وستظل معقدة. وكان الاكتشاف الرابع هو أن المريخ قصف عن طريق الإشعاع، حيث قال التقرير أن الآشعة الكونية المجرية والانفجارات الشمسية قصفت المريخ، لتكسر الجسيمات عالية الطاقة كل الروابط التي تسمح ببقاء الكائنات الحية. أما الاكتشاف الخامس هو أن الإشعاع على كوكب المريخ دمر أيضًا الكيمياء العادية، حيث أشار العديد من أعضاء بعصة المسبار إلى تدميم إشعاعي للكيمياء الكربونية على سطح المريخ، وهو أحد الأسباب الرئيسية في صعوبة تحديد المواد العضوية على سطح الكوكب. وكان الاكتشاف الأخير هو أن استخدام المنعطفات والطرق الالتفافية يكون مثير في بعض الأحيان، حيث كان من المقرر للمسبار التوجه إلى الجبل شارب في منتصف فوهة "جال"، بعد وقت قصير من الهبوط، إلا أن المسبار لا يزال بعيدًا عن وجهته لأكثر من 480 يومًا منذ انطلاق البعثة.