تعد مصر ضمن أكثر دول العالم من حيث إصابة مواطنيها بالجيل الرابع من الالتهاب الكبدي الوبائي المزمن «ج»، المعروف باسم «فيروس سي»، حيث تؤكد الإحصائيات أن عدد المرضى يبلغ حوالي 12 مليون مصاب. وفيما يعد بادرة أمل لهؤلاء المصابين وغيرهم على مستوى العالم، صدقت إدارة الغذاء والدواء «FDA»،الأمريكية، يوم السبت الماضي، على طرح عقار «سوفوسبوفير sofosbuvir» لعلاج مرض الالتهاب الكبدى الوبائى، على أن يحمل اسما تجاريا سوفالدى «Sovaldi»، بعد أن أثبت فعاليته بتحقيق نسبة 90% من العلاج. ولكن يظل الامل معلقا لدي المصريين، حيث إن العقار الجديد تبلغ تكلفة العبوة الواحدة منه "28 قرصا" داخل الولاياتالمتحدةالأمريكية28000 دولار أمريكى، أي ما يعادل 193 ألف جنيه مصرى تقريبا، وهى تكفى لمدة 4 أسابيع، وهو ما يعنى أن تكلفة العلاج لمدة 12 أسبوعا، – المدة الموصى بها لمعظم المرضى – ستبلغ 84 ألف دولار، ومدة ال 24 أسبوعا اللازمة لبعض أنواع الفيروس ستكون 168 ألف دولار، وهى تكلفة باهظة للغاية، وهذا ما يعني استحالة نزول العقار الجديد علي التأمين الصحي والعلاج علي نفقة الدولة. قال الدكتور عبد الحميد أباظة – مساعد وزير الصحة، ورئيس اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، إن عقار «سوفالدى» الجديد لعلاج فيروس «سي»، تجرى عليه تجارب منذ سنوات، وثبتت فاعليته على النوع الرابع من الفيروس المنتشر في مصر، مؤكدا أنه تم إجراء تجارب في مراكز الأبحاث المصرية على أكثر من 10عقاقير جديدة للتأكد من فاعليتها على المريض المصري. وأوضح «أباظة» في تصريحات ل «البديل» اليوم الاثنين، أن الوزارة تسعي الآن إلى توفير هذا العقار في الأسواق المصرية حيث إن مصر تسجل أعلى نسبة عالمية في الإصابة بالفيروس، مشيرا إلي أنه في حال عدم التمكن من توفيره ستحاول الدولة إنتاجه بمصانع الأدوية المصرية. ورجح «أباظة» أن يكون العقار خارج التأمين الصحي لتكلفته الباهظة، مؤكدا في الوقت نفسه إجراء مفاوضات مع الشركات لتخفيض السعر ومشاركة رجال الأعمال ومنظمات المجتمع المدني، وهو ما قد يساهم في إدراجه بالعلاج على نفقة الدولة في مراحله الأولى. من ناحيتها أكدت الدكتورة مها الرباط – وزيرة الصحة والسكان ل «البديل»، أن الوزارة تبحث حاليًا كيفية توفير العقار الجديد للمرضى المصريين، خاصة أن العقار مرتفع الثمن للغاية، مشيرة إلي أنها بدأت عقد سلسلة اجتماعات مع اللجنة القومية لمكافحة الفيروسات الكبدية، برئاسة الدكتور وحيد دوس – عميد المعهد القومى للكبد، لبحث إمكانية توفير ذلك الدواء فى مصر، سواء عن طريق نظام العلاج على نفقة الدولة، أو وفق أى نظام آخر. وأكدت الوزيرة أن الدكتور وحيد دوس – رئيس اللجنة، سبق له التفاوض مع الشركة المنتجة للعقار وحصل علي وعد منهم بتخفيض سعر العقار لمصر، نظرا لأنها الأولي عالميا في نسبة الإصابة بالفيروس. وأكدت الوزيرة أنها شكلت لجنة لمراجعة جميع أكواد العلاج للأمراض الكبدية ورفع القديم منها وإضافة الأدوية الحديثة والأنواع المنتجة محليا للأكواد الجديدة، مشيرة إلي أنها اصدرت توجيهات لقيادات الوزارة بضرورة تعامل المجالس الطبية مع المريض كشخص واحد عند إصدار قرارات العلاج على نفقة الدولة وليس عدة أشخاص بقرارات مختلفة، وضرورة أن يشتمل القرار الواحد على جميع ما يحتاجه المريض دون إرهاق إداري عليه. وأكد الدكتور وحيد دوس – عميد المعهد القومي لمرضي الكبد ورئيس اللجنة القومية للفيروسات الكبدية، أن عدد المصابين بفيروس "سي" في مصر حوالي 9.8 مليون وفقا لآخر مسح أجراه المعهد. وأضاف أن هناك ما يقرب من عشر عقاقير حديثة في طور الطرح والتسجيل لعلاج الالتهاب الكبدي «ڤيروسي سي»، وأن إستراتيجية اللجنة تقوم على توفير أفضل وأحدث علاجات ممكنة للمريض المصري بأسعار مناسبة، لافتا إلى تجربة الوزارة عند طرح الإنترفيرون عام 2006 حيث تم الاتفاق مع الشركات المنتجة على طرحه في السوق بسعر مناسب وإعطائه لوزارة الصحة المصرية بسعر منخفض جدا يوازي عشر سعره العالمي، مما مكن الوزارة من علاج 300 ألف حالة من المرضى غير القادرين