بدأنا في الأسبوع الماضي جولتنا حول الدول ال32 المشاركة في كأس العالم الذي يقام في البرازيل الصيف المقبل، وكانت الانطلاقة من البرازيل أرض كرة القدم والدولة المضيفة وصاحبة الإنجازات، واليوم نصل إلى رقعة جديدة هي الأهم والأبرز والأغرب في الوقت ذاته، وهي إنجلترا مهد الكرة ومخترعتها والتي أهدتها للعالم كأحد أعظم ابتكارات القرن التاسع عشر بامتياز. فقد نشأت فكرة كرة القدم في بلاد الإنجليز، وأول بطولة نظامية كانت في ملاعب الإنجليز، وأول مباراة دولية في التاريخ كان الإنجليز طرفا فيها، وأقوى دوري في العالم عند الإنجليز، وكل أمر له ارتباط بكرة القدم من قريب أو بعيد لابد أن تكون إنجلترا طرفا فيه، وبرغم كل ذلك فإن إنجلترا تعتبر دولة بدون إنجازات كروية حقيقية تقريبا باستثناء وحيد وهو أمر غريب ومثير بشكل كبير. إنجلترا هي واحدة من أربع دول تتكون منها الجزيرة البريطانية وهي إنجلترا وويلز وأسكتلندا وأيرلندا الشمالية، والتي تلعب في جميع الرياضات تقريبا باسم بريطانيا أو المملكة المتحدة باستثناء كرة القدم والرجبي، التي تلعب فيها كل دولة على حدة تكريما لما للمملكة من فضل على اللاعب باختراعها للعبة من الأساس. هذا التقسيم التكريمي ربما أضر بالكرة الإنجليزية أكثر مما أفاد، حيث خسرت إنجلترا بهذا الأمر نجوما أسطورية تعلقت بها الجماهير وصنعت ربيع أندية إنجليزية ولكنها لم تستطع تمثيلها على المستوى الدولي فظلمت إنجلترا وظلم هؤلاء اللاعبين ومنهم على سبيل المثال لا الحصر كيني دالجليش – ريان جيجز – وأخيرا آآرون رامسي وجاريث بيل. إنجلترا واحدة من أغنى دول العالم وأكثر استقرارا وحفاظا على التقاليد الاجتماعية والسياسية، وهي تعتمد بالأساس على الصناعة والتجارة، وهي سوق كبير ومختلط، وأحد أكبر أسواق أوروبا والعالم، وعملتها من أقوى العملات وهي الجنيه الاسترليني، والذي برغم انضمامها للاتحاد الأوروبي وأحد أعضائه البارزين إلا أنها حافظت على تلك العملة، ولم تغيرها باليورو كما فعلت معظم دول الاتحاد. وعلى المستوى السياسي فإن إنجلترا دولة ملكية ديمقراطية برلمانية، بها عائلة مالكة والملكة إيلزابيث هي الملكة الحالية وهو منصب غير سياسي، حيث تكون الملكة رأس الكنيسة وعلى رأس بعض الأمور الأخرى، بينما يقود الدولة سياسيا الحكومة المتكونة من الأغلبية البرلمانية، والتي يسيطر عليها حزبان هما الأكبر في البلاد وهما حزب العمال وحزب المحافظين، ويترأس الحكومة حاليا دافيد كاميرون التابع لحزب العمال. ويعتبر الدوري الإنجليزي الأقوى والأشهر والأغلى في العالم، كما يضم العديد من الأندية التي تمتلك قاعدة جماهيرية بمئات الملايين حول العالم، وبرغم ذلك فإن المنتخب الإنجليزي لم يكن يوما على نفس مستوى أنديته، حيث إن إنجازات المنتخب الإنجليزي منذ نشأته ولعبه أول مباراة دولية في التاريخ عام 1872 أمام أسكتلندا لم يحقق سوى لقب كأس العالم مرة واحدة عام 1966، وتأهل مرة واحدة لنصف النهائي عام 1990، وباستثناء ذلك اكتفى بالمشاركة، ولم يستطع تخطي مرحلة ربع النهائي وهو ما يعتبره الإنجليز بمثابة الغصة في الحلق، كونهم من ابتكروا تلك الرياضة التي خطفت ألباب المليارات حول المعمورة، ولم يكونوا على قدر الحدث. ويدخل الإنجليز المونديال هذه المرة مثل كل بطولة أخرى بطموحات تصل إلى عنان السماء، ومن المنتظر أن تكون النتيجة كالعادة محبطة حسبما يشير مستوى الفريق في التصفيات، إلى جانب المشاكل الفنية الفادحة في تشكيلته والتي لا يجد لها أحد حلا. وقد أفرد الإنجليز الكثير من الدراسات والأبحاث والتقارير من أجل الوصول إلى حل لمشكلة منتخب بلادهم غير القادر على مقارعة قوى الكرة في العالم مثل ألمانيا وإسبانيا والبرازيل والأرجنتين وهولندا وغيرها، وخرجت كلها بنتيجة واحدة وهي الدوري الإنجليزي الذي لا يحظى فيه اللاعب الإنجليزي بفرصته الحقيقية في التألق، ويفتح ذراعيه للأجانب الذين يتألقون ويعودون لإعطاء الإضافة لمنتخباتهم. فلا يوجد في الدوري الإنجليزي بأكمله سوى 3 حراس مرمى إنجليز من أصل 17 ناديا علما بأن مشكلة حراس المرمى مشكلة مزمنة للكرة الإنجليزية منذ اعتزال دافيد سيمان، كذلك الحال في مركز رأس الحربة، حيث تفتقر إنجلترا لمجموعة المهاجمين التي تستطيع الاختيار من بينها من يدافع عن القميص الوطني، وهو ما نلاحظه سريعا إذا ما نظرنا إلى رءوس الحربة بجميع الفرق الكبرى في البريمييرليج. في حين لا يعاني المنتخب الإنجليزي كثيرا على مستوى الدفاع والوسط، حيث يمتلك مجموعة من خيرة لاعبي العالم في هذين المركزين، ويبقى التحدي الحقيقي لمدربه روي هودجسون في إيجاد التشكيلة المثالية باللاعبين المتاحين لدخول المعترك العالمي. ويعول منتخب الأسود الثلاثة في البطولة على مجموعة من النجوم الشباب وأصحاب الخبرة وفي مقدمتهم الفتى الذهبي لمانشستر يونايتد واين روني والظهير الأيسر المخضرم لتشيلسي أشلي كول وصانع ألعاب أرسنال المتألق جاك ويلشير، والجناح الطائر الصاعد بسرعة الصاروخ في توتنهام تاونسيند بالإضافة للثنائي الخبير في قلب خط الوسط أسطورتي ليفربول وتشيلسي جيرارد ولامبارد. وإليكم مجموعة من أهم المعلومات الخاصة بإنجلترا دولة ومنتخبًا: الدولة : إنجلترا العاصمة : لندن أكبر المدن: لندن – بيرمنجهام – مانشستر القارة: أوروبا اللغة: الإنجليزية العملة : جنيه استرليني المساحة: 130 ألف كيلومتر مربع تقريبا عدد السكان: 53 مليون نسمة تقريبا أهم الأنشطة الاقتصادية: الصناعة ، التجارة ، كرة القدم تصنيف المنتخب الحالي: الثالث عشر عالميا أهم الإنجازات: بطل العالم مرة واحدة 1966 أهم النجوم التاريخيين: بوبي مور ، بوبي تشارلتون ، ستانلي ماتيوس ، بيكهام ، شيلتون ، أوين ، جاري لينيكر أهم النجوم الحاليين: تيري ، لامبارد ، أشلي كول ، روني ، جيرارد ، كاريك ، ويلشير مدرب المنتخب: روي هودجسون أهم الأندية: مانشستر يونايتد ، ليفربول ، أرسنال ، تشيلسي