أثيوبيا وضعت حجر الأساس أثناء ثورة يناير استغلالا لظروف مصر تقرير اللجنة الثلاثية أكد أن التصميم الإنشائى للسد غير آمن وقابل للانهيار محاولات استثمار العلاقات الخليجية في الضغط على أثيوبيا لتقليل أضرار السد يرى الدكتور محمد نصر الدين علام، الخبير المائي، ووزير الرى الأسبق، أن بناء سد النهضة الأثيوبي الذي أثار كثيرا من المخاوف من إضراره بحصة مصر من مياه النيل، يعتمد على دراسات غير كافية لا ترقى إلى المستوى المطلوب، وأنه يجب إعادة معظمها أو تجديدها، حيث لا تضمن الدراسات الحالية عدم انهياره، مؤكدًا أن سد النهضة سيضر مصر مائيًا وزراعيًا، وسيؤثر على توليد الكهرباء… ** ما موقفك من القرار الأثيوبي بإنشاء سد النهضة؟ لم أكن موجودا آنذاك داخل أروقة الوزارة، فحجر أساس سد النهضة وضع فى 2 أبريل2011، بعد مغادرتى الوزارة بثلاثة أشهر، وعقب ثورة 25 يناير، استغلالًا للظروف المضطربة بمصر حينها، ولم يكن لها قرار واضح في هذا الشأن، وإنما اكتفت بالاستنكار للإجراءات الأثيوبية، وقمت بنشر مقالات فى الصحف وقتها، و لى أكثر من 60 مقالا، والعديد من الحوارات الصحفية، كما أصدرت كتاب «اتفاقية عنتيبى والسدود الأثيوبية» الصادر عن مؤسسة الأهرام فى يناير 2012. ** ما حجم الضرر المتوقع على مصر مائيا وزراعيا حال بناء سد النهضة؟ أكدت لجنة «مجموعة حوض النيل» بجامعة القاهرة، ومجموعة خبراء آخرين أن مصر تفقد جزءا كبيرا من حصتها من المياه، تتراوح بين 15% إلى 20%، وستتأثر أيضا توليد الكهرباء بشكل كبير فى السد العالى وخزان أسوان رغم تداعيات ذلك، يحدث نقص فى مياة الشرب وتلوث البحيرات الشمالية، ومن ثم يتم القضاء على الثروة السمكية هناك، ويحدث تآكل أكثر فى السواحل الشمالية لمصر، ويتدنى منسوب المياه الجوفية، وتزيد تكلفة ضخ المياه الجوفية على الفلاح، وتحدث مشاكل فى السياحة النيلية والنقل النهرى، وبالتالى سيحدث بوار كبير فى الأراضى الزراعية بمساحات تتجاز المليون فدان، وسيؤدى لعدم استقرار اجتماعى وعدم استقرار سياسى. ** التقرير الدولى للجنة الثلاثية جاء فى صالح مصر، فلماذا لم نستغله على المستوى الدولى؟ اللجنة الثلاثية انتهت إلى تقرير يؤكد أن السد لا تتوفر له الدراسات الكافية، ويجب إعادة معظم هذه الدراسات أو تجديدها؛ وحين جاء هذا التقرير لمصر لم تستفد منه، ولا يتم إعلانه للشعب، كي يمكن استخدامه على المستويين الدولي والإقليمى للدفاع عن حقوق مصر. ولم تعرض اللجنة الثلاثية بدائل لتقليل الضرر على مصر، بل اكتفت بتقييم الدراسات الأثيوبية. وأكد التقرير أن التصميم الإنشائى للسد غير آمن وقابل للانهيار، بالإضافة إلى أنه يؤثر سلبا على مصر والسودان من الناحية البيئية والمائية. ** في رأيك، لماذا لم تستغل مصر التواجد العربى فى دول حوض النيل، خاصة أن الاستثمارات العربية كثيرة؟ يتم ذلك حاليا بمساعدة بعض الدول مثل الكويت والإمارات، واستغلال ذلك في الضغط على أثيوبيا من أجل تقليل حجم السد، لكن قبل 30 يونيو كان ذلك أمرًا عسيرًا، حيث كانت علاقات مصر بدول الخليج فى أسوأ حالاتها. ** ما مطالبك كخبير مائي فيما يخص سد النهضة الأثيوبي لتقليل أضراره على مصر؟ كان لى 4 مطالب. أولا: يجب إحداث توافق حول سعة السد. ثانيا: يجب أن يكون هناك توافق حول سياسات التشغيل وسياسات التخزين. ثالثا: أن يكون هناك توافق حول التصميم الإنشائى، فعيوب التصميم الإنشائي تؤدي حتما إلى انهيار السد، ولن يؤذى أثيوبيا في هذه الحالة، وإنما سيؤذى السودان ثم مصر. رابعا: يجب وقف الإنشاءات حتى يتم التوافق بشأن النقاط الثلاث السابقة. * * ما تطورات تنفيذ مصر محطة مائية لتوليد الكهرباء فى بوروندى؟ أثناء وجودي فى الوزارة وقعنا اتفاقية تعاون مع بوروندى، تعهدت هي خلالها بألا توقع اتفاقية عنتيبى. لكنها وقعتها بعد ثورة يناير في مصر، والآن لا أعرف المسار الحالى، وعموما الاتفاقية تضمنت إقامة سد صغير ومحطة كهرباء، لكن لا أعرف إذا كانوا قد بدأوا مرحلة تصميم أو دراسات جدوى من عدمه. ** ما مخططات مصر لترشيد استهلاكها من المياه؟ هناك برامج ترشيد مصرية تتكلف مليارات، وتحتاج دعما ماليا كبيرا فى ظل الظروف الاقتصادية السيئة حاليا أو المرتبكة، من الصعب تنفيذها، لكن حتما سيتم تنفيذها لأنه إن لم يحدث هذا فلن نجد مياه للشرب، لذلك فالحاجة ملحة إلى ترشيد استهلاكنا في المياه، وكذلك نحن في حاجة إلى تحلية مياه البحر كى نصل إلى "حد الكفاف" في مياه الشرب مستقبليا. ** هل ستتأثر حصة كل فرد من مياة الشرب فى السنوات القادمة؟ طبعاَ، فأيام السد العالى كانت حصة كل فرد 2500 متر مكعب، الآن حصة الفرد 625 متر مكعب، وفي عام 2050 ستكون حصة كل فرد 300 متر مكعب فقط. ** ما السبب فى تلوث مياه الشرب؟ التلوث لا يأتى من محطات مياه الشرب، لكنه يأتى من المواسير، سواء تلف أو انفجار أو من الخزانات، حيث وحدات المعالجة تخرج المياه على أعلى مستوى من التنقية، أعتقد أنها مشكلة خاصة ببعض المناطق وليست عامة.