كتب: شريهان أشرف – تصوير: محمد إبراهيم في ظل الوضع الراهن في الشارع المصري وما يحدث من احتقان بين قوات الأمن والمتظاهرين في عدد من محافظات الجمهورية، خاصة بعد إصدار قانون التظاهر الذي تعتبره القوى الثورية قانونًا قمعيًّا يكبت الحريات، بات النصيب الأكبر لمحاولات الداخلية لفض التظاهرات. وجاء ما فعلته أمس الثلاثاء قوات الأمن من فض تظاهرة أصدقاء جيكا بخراطيم المياه بميدان طلعت حرب، وبررته بعدم إصدار تصريح لتلك التظاهرة ليزيد الأمور اشتعالاً، ويجعل بعض القوى السياسية تصفه بالعودة للدولة القمعية التى تواجدت منذ عصر مبارك. وعن ذلك يقول محمود فرج منسق العمل الجماهيري باتحاد شباب الثورة إن ما حدث أمس من فض تظاهرات أنصار جيكا هو عودة مرة أخرى لدولة القمعية، مشيرًا إلى أن قوات الأمن قامت برش خراطيم المياه على المتظاهرين دون وجود أي أعمال عنف قاموا بعملها، موضحًا أن المتظاهرين لم يكن معهم سلاح. وأضاف "فرج" أنه كان أول يوم لتطبيق قانون التظاهر، "ونجد اعتقال ما يقارب من 50 ناشطًا سياسيًّا وفض أكثر من تظاهرة، وهذا يعني عودة مرة أخرى للدولة القمعية"، مؤكدًا أن "القوى الثورية لن تصمت أمام ذلك القمع طويلاً، وسنستمر في التظاهرات لحين الإفراج عن المعتقلين السياسيين". ولفت منسق العمل الجماهيري إلى أن ما تفعله الداخلية والإدارة المصرية في الوقت الحالي هو ما سيجعل الجميع يخرج للتظاهر، وسينسى الشعب ما يفعله الإخوان من عنف، وستكون مواجهة للجميع ضد الداخلية، وهذا مؤشر خطير جدًّا على الدولة المصرية، مطالبًا الرئيس عدلي منصور بضرورة إسراع إبلاغ وزارة الداخلية بالتعامل الآمن مع المعتقلين دون فض أو اعتقال؛ لأن حرية الرأي والتعبير حق اكتسبه الشباب المصري في 30 يونيو، ولن ينزع من الثورة أبدًا. ووصف أحمد عبد العال الناشط السياسي في حركة "جابر صلاح جيكا" ما حدث أمس بأنه محاولة قمعية من الداخلية لإسكات صوت الحق الذي يطالب بتطهير وزارة الداخلية، مشيرًا إلى أن تصريح الحركة لتظاهر أمس هو شهادة وفاة الشهيد جابر صلاح "جيكا " يوم 26 نوفمبر 2012. وأكد عبد العال أن فاعليات الحركة لن تتوقف أمام تلك الأفعال والضغوطات القمعية، "ولكن ستستمر الحركة في عمل فاعليات حتى نهاية الأسبوع، ولن نتنازل عن حق التظاهر إلا بعد الحصول على قصاص عادل للشهداء ولجيكا". وأضاف الناشط بحركة "جيكا" أن "القوى الثورية لن ترضخ أمام الضغوط التى تفتعلها الداخلية ومن شأنها تعطيل مسارنا الثوري، فنحن ما زلنا نحلم بالقصاص، وسنظل نطالب به"، مشيرًا إلى أن من تواجد في الوقفة أمس لم يحمل سلاحًا ولم يخرب، لكن قامت قوات الأمن باستفزازهم، وضربت بعض المشاركين دون أي مبرر. وأشار مصطفى الحجري المتحدث باسم حركة 6 إبريل "الجبهة الديمقراطية" إلى أن الذين يفضون تظاهرات أمس ويقمعون المتظاهرين أمام مجلس الشورى أو في وقفة الشهيد جيكا هم في الأساس وصلوا إلى مناصبهم بفضل تظاهرات الملايين فى 30 يونيو، متسائلاَ "كيف يتحدثون عن أن من ينظم تظاهرة سيتم قمعه؟!". وقال الحجري "قانون التظاهر ده يبلّوه ويشربوا ميّته"، مؤكداً عدم الاعتراف به من الأساس، مشيرًا إلى أن هناك فعاليات جماهيرية مفاجئة خلال ساعات ضد القانون، فضلاً عن دراسة تشكيل لجنة قانونية خلال ساعات لتحريك دعوى قضائية أمام مجلس الدولة بشأن بطلان القانون؛ لمخالفته قواعد التظاهر والتعبير السلمى وأهمها حظر الاعتصام.