نشرت صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية مقالا، لها عن الخطوات التي ستتخذها إيران والمجموعة السداسية بعد توقيع الاتفاق الذي يخص البرنامج النووي الإيراني. وأبرزت الصحيفة الأمريكية تناقض آراء الجانبين بالنسبة للنتيجة التي جاء عليها الاتفاق، حيث علقت ال "بي بي سي" على الاتفاق قائلة إن :"إيران توافق على كبح نشاطها النووي"، بينما قالت وكالة الأنباء الرسمية الإيرانية "إيرنا" إن "العالم يعترف بحقوق إيران النووية"، مبرزة قول"أوباما": " إن الاتفاق يضمن أن إيران لن تتمكن من بناء أسلحة نووية"، بينما علق الرئيس الإيراني "حسن روحاني" على تصريح "أوباما" بأنه "نكتة". وأضافت الصحيفة أن هذا الاتفاق المرحلي يتضمن عدة خطوات يتم تنفيذها على مدى الأشهر الستة المقبلة، حيث تقدم إيران تنازلات، مثل: موافقتها على تخصيب اليورانيوم بنسبة 5% فقط، وتخفيضها لكمية اليورانيوم المخصب إلى 7.000كجم بنهاية الستة أشهر، والسماح لوكالة الطاقة الذرية بالتفتيش اليومي لمواقع التخصيب "نطنز"و"فوردو"، وتجميد العمل بالمفاعل النووي " آراك" لمدة الستة أشهر القادمة. وأشارت الصحيفة إلى أن "السداسية" تعرض بالمقابل عدم فرض الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي لأي عقوبات جديدة على إيران فيما يخص القضية النووية، ووقف جهود الأممالمتحدة والاتحاد الأوروبي في كبح صادرات النفط الإيرانية وتعليق العقوبات على خدمات التأمين على النقل إلى إيران، و تعليق القيود المفروضة على بيع الذهب والأشياء الثمينة الأخرى. كما تسمح "القناة المالية" الجديدة لإيران بخدمات مصرفية حوالي 7 مليارات دولار من الدخل الإيراني المجمد من النفط من أجل التجارة الإنسانية التي تتضمن واردات مواد غذائية وأدوية وخدمات طبية، وتعليق أمريكا لبعض العقوبات المفروضة على إيران، وموافقة واشنطن على بيع قطع غيار لطائرات النقل القديمة الإيرانية. وتابعت الصحيفة بأن "روحاني" ووزير خارجيته " محمد جواد ظريف" يتفاخران باعتراف العالم بحقهم في تخصيب اليورانيوم، وأنها لديها هذا الحق بموجب القانون الدولي، مشيرة إلى أن الاتفاق يقدم مصالح قليلة للجانبين، حيث منح "أوباما" نجاحا باهتا وسط فشل حكومته في سياستها الداخلية، وقدم "روحاني" كأنه المنقذ الذي قاد إيران بعيدا عن العقوبات وحروب محتملة. واختتمت "نيويورك بوست" بأنه رغم ذلك فإن الاتفاق به جزء سيئ بالنسبة لأمريكا، فهو يقلل من مصداقية الولاياتالمتحدة في عيون حلفائها من تركيا و السعودية وإسرائيل، لكنه فقط يبطئ برنامج إيران النووي، وبمجرد تخفيف العقوبات تستأنف برنامجها بأقصى سرعة.