تواصلت الإستنكارات والإدانات المحلية على الجريمة النكراء التي استهدف التنوع في مدينة طرابلس اللبنانية والتي أدت إلى استشهاد عضو قيادة "جبهة العمل الاسلامي" الشيخ سعد الدين غيّة وهذا الامر جعل عاصمة الشمال في وضع مترنح، ومفتوح على كل الاحتمالات. وشيّع الشيخ غية، ظهر اليوم، في بلدة تكريت، حيث أقيمت الصلاة في المسجد الكبير بمشاركة العائلة والاقرباء، وبعد الصلاة ووري الثرى في جبانة البلدة. وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال مروان شربل شدد على "ضرورة تنفيذ الخطة الأمنية في طرابلس بأسرع وقت ممكن للحفاظ على أمن المدينة ولضبط الوضع هناك"، مستنكرًا "الجريمة التي طاولت أمس القيادي في جبهة العمل الإسلامي الشيخ سعد الدين غية". ورفض "سياسة اللجوء إلى الإغتيالات لحل الخلافات السياسية"، مؤكدًا "سعي الأجهزة الأمنية للقبض على المرتكب ولمعرفة ملابسات الجريمة وخلفياتها"، مستبعدًا أن "تفتح الطريق أمام موجة الاغتيالات على نطاق واسع"، مؤكدًا أن "الخطة الأمنية لطرابلس جاهزة وستدعم بالتجهيزات اللوجستية لتنفيذها". بدوره دان النائب السابق وجيه البعريني رئيس "التجمع الشعبي العكاري" الإغتيال معتبرًا "أن إستهداف العلماء ورجال الدين أمر خطير وهو باب لمزيد من الفتن التي تهدد السلم الأهلي والإستقرار". ودعا الجميع إلى ترك "لعبة الدم وإلى مواجهة لغة الإغتيال والقتل بثقافة قبول الآخر وإحترام حياته وسائر حرماته"، مطالبا القضاء والمؤسسات الأمنية "العمل بكل الإمكانات لكشف الفاعلين في هذه الجريمة أو سواها كي يصار إلى محاسبتهم ليكونوا عبرة ودرسا، وبذلك تتوقف مثل هذه الجرائم المستنكرة والمدانة". من ناحيته استنكر الأمين العام ل"حركة التوحيد الإسلامي" الشيخ بلال سعيد شعبان جريمة الاغتيال واعتبر في تصريح "أن الاغتيال ثمرة من ثمرات التحريض الإلغائي الممنهج الذي تقوده مجموعة سياسية ودينية وأمنية معروفة منذ سنوات". وقال :"إن غية ربما ليس مشهورًا، لكنه محب ومتمرس، واغتياله ثمرة التحريض الذي تجاوز كل سقف وكل حد وهو تحريض مقيت يودي بطرابلس إلى الجحيم". ولفت إلى أن "غية ليس أول المستهدفين في طرابلس، فهذا الخط السياسي يستهدف منذ عام 2007، واستمر بعدها مسلسل التصفيات وشمل مختلف القوى والمراكز التي تؤمن بالفكر الوحدوي الجهادي، وكان ذلك بمشاركة أو بغض نظر أو تغطية قوى أمنية وسياسية". بدوره شجب رئيس المجلس العام الماروني الوزير السابق وديع الخازن "حادثة إغتيال الشيخ غية في طرابلس"، معتبرًا إياها "نذير شؤم على عاصمة الشمال وهي تحمل في طياتها بذور فتنة ما فتىء الجيش والقوى الأمنية يسعون إلى تطبيق خطة أمنية محكمة لدرئها".