قالت مجلة "ذي اتلانتك" الأمريكية اليوم، إن فرص براءة الرئيس المعزول "محمد مرسي" صفر، كما أن محاكمته تدق ناقوس الموت بالنسبة لجماعة الإخوان المسلمين، مضيفة أنه الآن يجب نسيان الاحتجاجات والتقلبات والمنعطفات الإجرائية، فكل ما يحتاج المرء معرفته هو أن الرئيس المعزول يحاكم منذ يوم الاثنين الماضي في أكاديمية الشرطة، وهو ما يعنى تثبيت شرعية وقانونية للحكومة المصرية وكذلك شرعنة أسباب احتجاز "مرسي". وأشارت المجلة أن هذا لا يعني براءة "مرسي"، فبالفعل هاجم أنصاره المحتجين خارج القصر الرئاسي في الشتاء الماضي، لاعتراضهم على الإعلان الدستوري الصادر من قبل الرئيس، وقد قتل 10 أشخاص وأصيب 748. ومع ذلك هناك سؤال، لماذا لا يحاكم وزير الداخلية الذي يقال إنه ساعد الإخوان في تعذيب المحتجين خلال تلك المواجهة المصيرية، والإجابة تكمن في أن المحاكمة جزء من استراتيجية سياسية للحكومة الانتقالية لقطع رأس جماعة الإخوان، وبالتالي تدميرها، وهو ما يعني المزيد من المحاكمات لكبار قادة التنظيم. ورأت المجلة الأمريكية أن الحكومة المصرية الحالية ستفوز بالمعركة الحالية مع جماعة الإخوان المسلمين، لأن مظاهرات الإخوان الفوضوية عززت من ثقة الشعب في الحكومة، وبذلك فإن الإخوان على حافة الانهيار، ولكن من السابق لأوانه شطب الجماعة من الحياة السياسية، فقد عادت للظهور مرتين بعد عام 1949 واغتيال مؤسسها "حسن البنا" وعادت للظهور مرة أخرى في دعمها لحركة الضباط الأحرار والإطاحة بالملك "فاروق" في عام 1952، ثم بعد عقود من القمع في 1954، عادت للظهور مرة أخرى في السبعينيات، وأعادت بهدوء بناء هيكل القيادة الخاصة بها، ولكنها اختفت مرة أخرى في عهد الرئيس الأسبق "حسني مبارك" وحتى عام 2011. وتعتقد أنه يمكن للإخوان العودة مرة أخرى، حيث توجد ثلاثة احتمالات، أولا، يمكن أن تؤسس مقار لعملها في الخارج والتعامل مع ملف الجماعة داخل مصر من خلال الشبكات الرقمية، وهذا يعني تمكين قادة الإخوان الذين تمكنوا من الهروب إلى الخارج، كالأمين العام "محمود حسين" الذي تم رصده في تركيا وقطر، وإلى حد ما ستتجه الجماعة لهذه الاستيراتيجية، حيث يوجد بالفعل مكتب إعلامي في لندن تستخدمه لتشجيع كوادرها في مصر، فقد قام حزب النهضة التونسي بنفس الأسلوب، وكذلك إخوان سوريا، بعد نفي الرئيس السوري السابق "حافظ الأسد" لأعضاء الجماعة، وعلى الرغم من نجاح تلك الخطة إلا أنها تحتاج إلى صبر. ثانيا، يمكن لقادة الإخوان الصغار إعادة بناء المجموعة بشكل هرمي من الأسفل إلى الأعلى، فبعد الحكم على "مرسي" ورفاقه، سيعمل الصغار على الحفاظ على الجماعة في الأماكن المحلية الصغيرة. ثالثا، يمكن لقادة الإخوان الصغار خوض الانتخابات البرلمانية المقبلة كمستقلين، وبالتالي سيلتفون على الحظر المفروض على الأحزاب الدينية، وحال نجحت هذه الاستيراتيجية، ستفوز الجماعة بنفوذ سياسي مرة أخرى تستخدمه من أجل خدمة مصالحها. واختتمت المجلة بقول: كل هذه الاستراتيجيات تعتمد على الإخوان خارج السجون أو أولئك الذين قبلوا ما حدث في الصيف الماضي والإطاحة ب"مرسي"، ولكن كل ذلك ليس واقعيا ، فالإخوان يريدون الوصول إلى أهدافهم في وقت قصير، لأنهم متعطشون للسلطة.