رأى الخبير فى معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، إريك ترايجر، أن محاكمة الرئيس المعزول، محمد مرسى، تبدو أشبه بالمسمار الأخير فى نعش جماعة الإخوان، لكنه قال إنهم استطاعوا بناء أنفسهم من قبل، ويمكنهم أن يفعلوا ذلك مرة أخرى.وأضاف «ترايجر» فى مقال بمجلة «أتلانتك» الأمريكية، الثلاثاء، إن محاكمة «مرسى» كان هدفها تلميع ما سماه «انتفاضة الانقلاب» فى مصر، لتأخذ صبغة شرعية، موضحا أنه لا توجد فرصة لحصول «مرسى» على البراءة، لأنه متورط فى التحريض على مهاجمة المتظاهرين أمام قصر الاتحادية، خلال اجتماع فى منزله فى 4 ديسمبر الماضى، حسبما نقل «ترايجر» عن أحد كبار قيادات الإخوان.وتابع: «هذه المحاكمة جزء من الاستراتيجية السياسية للحكومة المؤقتة، لاقتلاع رأس الإخوان، ومن ثم تدميرهم، ما يعنى أن مزيدا من المحاكمات لقيادات الجماعة سيأتى لاحقا»، وقال إن «هذه الاستراتيجية تفسر عدم محاكمة اللواء أحمد جمال الدين، وزير الداخلية السابق، رغم وجود تقارير تفيد بمساعدة ضباطه الإخوان فى تعذيب المحتجين أثناء اشتباكات الاتحادية».وأضاف «ترايجر» أنه «من المرجح أن تفوز الحكومة المؤقتة، التى تمتلك قوة أكبر وتأييدا أقوى من الإخوان، فى معركتها الحالية مع الجماعة.ورأت وكالة أسوشيتد برس أن قرار وضع مرسى فى سجن برج العرب لا يهدف إلى عزله عن قيادات الإخوان المسلمين الآخرين فحسب، وإنما لمنع أنصاره من تنظيم الاحتجاجات أو حتى محاولة اقتحام السجن.ونقلت شبكة «سى إن إن» الأمريكية عن عمر عاشور المحاضر فى جامعة اكستر قوله: إن مرسى بعث برسالة تعبر عن المقاومة والتحدى خلال حضوره جلسة محاكمته الأولى، مضيفا أن «ما حدث فى المحاكمة وإصرار مرسى على كونه الرئيس ورفعه شعار رابعة يدل على أن مصر لا تتجه إلى أى حل وسط فى أى وقت قريب». وتابع: «مصر تشهد حاليا سلسلة من الأخطاء الديمقراطية الفادحة»وتحت عنوان «قمع التيار الإسلامى المعتدل ينعش تنظيم القاعدة»، أكد الكاتب البريطانى روجر بويس فى مقال بصحيفة «تايمز» البريطانية أن ما يفعله النظام فى مصر هو احتجاز «الإخوان المسلمين» ورمى مفتاح الزنزانة، واصفاً محاكمة مرسى وقادة الإخوان ب«المسرحية الهزلية».