هل أصبحت غادة عبد الرازق بهذه القوة والنفوذ الذي يمكنها من التدخل لإيقاف برنامج تليفزيوني يتمتع بشعبية وشهرة "البرنامج" للإعلامي باسم يوسف، لمجرد أنه تناولها في حلقة لم نشاهد محتواها بسبب قرار "المنع" الشهير، الذي أصبح الحدث الأهم خلال الساعات القليلة الماضية، حتى أصبح الأكثر متابعة وقراءة في وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي الشهيرة مقارنة بأخبار متابعة محاكمة الرئيس المعزول "محمد مرسي، الذي كنا نعتقد أنه الحدث الأهم هذا الأسبوع؟! بعيدًا عن اتفاقنا أو اختلافنا مع مضمون ما يقدمه باسم يوسف في "البرنامج" من نقد ساخر يصل إلى حد الإسفاف على طريقة كوميديا المسرح التجاري، هل يستحق محتوى الحلقة كل هذا الصخب، ووصول إدارة القناة إلى هذا القرار من أجل "غادة عبد الرازق"، إن كان ما تردد في هذا الشأن صحيحًا؟! غادة عبد الرازق القادمة من الإسكندرية إلى القاهرة لاحتراف الفن، بعد بدايات قصيرة كراقصة في فرقة الأنفوشي السكندرية للفنون الشعبية؛ لتكون محطتها الأولى نحو "النجومية"- التي وصلت إليها سريعًا- هي المشاركة في عرض أو اثنين من إنتاج قطاع الفنون الشعبية والاستعراضية، أبرزهما مسرحية "يا نخلتين في العلالي" للمخرج حسام عطا، الذي منحها فرصة القيام بدور البطولة في العمل الذي عرض على خشبة مسرح البالون بالعجوزة؛ لتخطو غادة سريعًا من خلال عدة أعمال تليفزيونية، وتظهر فجأة في ثوب النجمة في التليفزيون والمسرح، وخلال هذه القفزات تصدرت عناوين صفحات الفن ما بين ما هو مهني وشخصي، وصولاً إلى اقترابها من الفوز بلقب "المرأة الحديدية"،إن صح وصولها إلى مرحلة القدرة على إيقاف "البرنامج"، سواء بالتدخل المباشر أو مجاملة لها من قِبَل إدارة القناة ومالكها المهندس محمد الأمين، الذي تربطه علاقة صداقة قوية ب "محمد فودة" زوج غادة عبد الرازق. يقولون إن فودة له نفوذ داخل مجموعة المستقبل المالكة لقنوات الأمين، دون أن يعرف أحد طبيعة مهامه بشكل محدد؛ لعدم توليه مهام وظيفية معلنة داخل المجموعة أو القنوات، ولكنه استطاع أن يورط الأمين في قرار إيقاف حلقة الجمعة الماضية من "البرنامج"بلا سابق إنذار وبشكل مفاجئ، دون العودة لمدير عام القنوات الصحفي محمد هاني، وهو ما دفع الإعلامي خيري رمضان للقيام هو وزملاؤه من العاملين بالقناة بكتابة بيان يرفضون فيه الطريقة التي تعاملت بها القناة مع البرنامج، وكان الملاحظ على وجه خيري رمضان وقت تلاوة بيان منع البرنامج أنه لا يعرف شيئًا عن القرار رغم شراكته بنسبة تصل إلى 5% في القناة، وبدا منزعجًا، وهو ما أكدته مصادر من العاملين ب "cbc"، وهو ما دعاه للخروج بالبيان مساء السبت لإعلان موقفهم. جميع شهادات من تمكنوا من حضور تسجيل الحلقة الممنوعة ل "البرنامج" قالوا إن باسم يوسف لم يتناول الفريق السيسي أو الرئيس المؤقت عدلي منصور بالنقد أو السخرية منهما، ولم تخرج فقرات الحلقة عن تركيزه على غياب المهنية في الإعلام المصري والعربي، وانتقاده لتصريحات عدد من الصحفيين في القنوات، وهو سبب ليس كافيًا للوصول لقرار منع الحلقة، ونفس الشهادات تؤكد أن يوسف أبدى دهشته في الحلقة من مضمون بيان "cbc" الذي ذكر أنه يستخدم إيحاءات جنسية – متناسيًا أن البرنامج للكبار فقط – وهو ما دفع باسم يوسف لتذكير القناة بمسلسل "حكاية حياة" لغادة عبد الرازق، والذي سبق للقناة عرضه خلال شهر رمضان بكل ما يحتويه من إيحاءات وتجاوزات تناولها الجميع بالانتقاد وقتها دون أن تتخذ القناة قرارًا بوقف عرض المسلسل. ومن المؤكد أن يوسف استشهد هنا بعمل لغادة عبد الرازق ردًّا على تصريحاتها التي تم تداولها عقب إذاعة حلقة "البرنامج" الأخيرة، والتي أبدت فيها عبد الرازق انزعاجها من قيام باسم يوسف باستخدام إيحاءات وتقديم جمل ومشاهد غير لائقة بمجتمعنا في برنامجه، وهو ما يدفعها للمطالبة بوقف "البرنامج"؛ حفاظًا على الأخلاق! بعيدًا عن تضمين الحلقة الممنوعة من استنكار باسم يوسف لموقف القناة نفسها من قرارها الخاص بمقاطعة المسلسلات التركية، ثم استئناف عرضها على شاشاتها دون أن تتغير نفس الأسباب التي دعت إلى المقاطعة، نجحت "غادة عبد الرزاق" فيما لم تنجح فيه الأنظمة ومؤسسات الدولة وشخصيات أرادت أن تفعلها مع باسم يوسف ولم تنجح. فعلتها غادة، وكان لها ما أرادت؛ لتقع القناة من بعدها في فخ لم تكن تتوقعه، وارتفعت نفس الأصوات التي نادت بإيقاف البرنامج بعد حلقة الجمعة قبل الماضية، تندد بقرار منع "البرنامج"، وصولاً لنداء لميس الحديدي "ارجع يا باسم" على الهواء مباشرة مساء السبت الماضي على القناة نفسها التي منعت "البرنامج". يا جبروتك يا غادة!