من المؤكد أن جماعة “إحنا اسفين يا ريس” تدافع عن الرئيس المخلوع، و من المعروف أن طلعت زكريا هو أكثر فنان بكي من أجل الرئيس المحبوس، إذن لماذا لم يدعم أبناء مبارك طباخ الرئيس في محنته؟، بوضوح، لماذا لم يدفع أبناء مبارك أنفسهم إلى دعم فيلم “الفيل في المنديل” لماذا لم يذهبوا لمشاهدة الفيلم وانقاذ إيراداته بدلاً من استجداء المنتج محمد السبكي الجمهور عدم معاقبة فيلم كامل بتصريحات البطل التي اتهم فيها ثوار التحرير في شرفهم وأخلاقهم؟ تخيل لو كان الفيلم حقق ايرادات كبيرة ألم يكن هذا معناه أن الناس توافق على ما قاله طلعت زكريا، الذي فوجئ بأن موظف في المطار عطل حصوله على تأشيرة السفر ، مع أن هذا الموظف ليس شرطا أن يكون من بين معتصمي ميدان التحرير الذي تطاول عليهم حاحا . مرة أخرى من هو الجمهور الذي قاطع فيلم طلعت زكريا إذا كان “أبناء مبارك” يقولون أنهم بالملايين، أم أنهم يرون أن الفيلم ضعيف المستوى، فلماذا لم يخجلوا من أن يدافع عن رئيسهم فنان لم يقدم يوماً فيلماً “عليه القيمة” ، الإجابة لا تحتاج لتأمل أو تفكير، فمن يدافعون عن مبارك هم القلة المندسة التي تريد إفساد الثورة، وكل واحد يؤدي دوره لكن دون أن يمد يد العون لم يقف بجواره، هكذا علمهم كبيرهم الذي في المركز الطبي العالمي. بناءا على ما سبق لم أعد منزعجاً من الظهور المكثف لفلول مبارك في مجالي الفن والإعلام في برامج رمضان خصوصا خلال الأيام العشرة الأوائل، ولم أعد مهتما باستمرار القوائم السوداء التي بثت الرعب في صدور هؤلاء الذين أعطاهم الله حب الناس لكنهم باعوا جمهورهم بدون مقابل، راهنوا على استمرار مبارك فجاءتهم الصيحة من حيث لا يعلمون . لم أعد منزعجا لأنني أرى رمضان المقبل منذ الآن، لن تستضيف برامج 2012 طلعت زكريا وغادة عبد الرازق وحسن يوسف من أجل ان يكرروا ما قالوه في 2011 ، متي سيظهرون إذن؟ ، إذا قدموا أعمالاً تستحق المناقشة والجدال، هل هذا وارد؟، العقل والحسابات المنطقية تقول لا، لماذا؟ ، لأنهم من الأساس لم يقدموا أعمالاً تستحق الإشادة والاهتمام خلال السنوات الأخيرة، بالعكس كانوا جزءاً من منظومة جهنمية – بالتعاون مع لاعبي الكرة- هدفها إلهاء الناس عن التفكير في مصيرهم والاستعداد للثورة، فكانوا وراء تأخيرها حتى أذن الله للمصريين بأن يكتبوا السطر الأخير في نظام حسني مبارك. نعم كان النظام مستفيداً من جلاليب غادة عبد الرازق في الباطنية والحاجة زهرة، وكان سعيداً والناس تتجادل حول حق حسن يوسف في الوقوف بجوار غادة عبد الرازق بينما هو من أدى شخصية الشيخ الشعراوي، وحتى الآن يتصور المنتج محمد السبكي أن وجود إيفيهات سمجة عن الثورة في إعلان فيلم “شارع الهرم” سيضمن له تحقيق الإيرادات التي كان يحصل عليهم في مرحلة غياب الوعي. لا يعني هذا أن كل هؤلاء سيختفوا رغم أنه لن يغامر منتج مرة أخرى بأمواله من أجل سلعة بارت وانفض عنها الناس، لكن صمودهم مرتبط باستمرار الفلول في كل مجالات الحياة، لأن هناك من يدعمهم، كما أنه للاسف من بين الشباب المصري خصوصا تحت العشرين من لازالوا مخدوعين في فنانين مثل تامر حسني ويحتاجون ليد العون التي تقنعهم أن بلدهم ومجتمعهم تحتاج الوقت الذي يهدرونه لاهثين وراء نجم الجيل المزعوم. لن يختفوا لكنهم سيخضعوا لقوانين الفن رغما عنهم، سيقدمون الأدوار التي تناسب موهبتهم الحقيقية، وأيضا قدراتهم الثقافية والعقلية، لم يعد مسموحا لفنانة لا تقرأ حتى الصحف أن تحصل على البطولة على حساب فنانين مثقفين يحبون هذه البلد ولا يحسبون كل خطوة حسب إتصالها بأرصدتهم في البنوك، الأمر نفسه ينطبق على الإعلاميين الذين يجاهدون حتى يقنعوا الناس بأنهم كانوا مع الثورة مع أن اليوتيوب لا يكذب، يريدون أن يستخدموا طريقة جوبلز النازي بعد 65 عاما على انتحار هتلر، وكأن ذاكرة الناس لا تزال مثقوبة. لا نتمني لهؤلاء أن يجلسوا في البيت،لكنهم اختاروا وعليهم تحمل تبعات سوء الإختيار، طلبنا منهم الاعتذار فتكبروا وعاندوا كما علمهم مبارك، لكن إقرأ الآن تصريحاتهم، تأمل ما تقوله غادة عبد الرازق عن اصابتها بتوتر عصبي قبل رمضان ثم ادعاءها بأنها تخطت الأزمة مع نشر أخبار كاذبة عن نجاح المسلسل مسلسل سمارة، وكلامها عن التغيير الذي ستحرص عليه العام المقبل وكأن هناك من حصل على توقيعها منذ الآن ، بل وصل بها الحال للكلام عن تترات المسلسل التي غنتها نانسي عجرم باعتبارها عنصر قوة لم يهتم به المتربصون، أما حسن يوسف فبدون الثورة لم يكن مسلسله “عائلة كرامة” لينجح من الأساس، هذه المسلسلات التي ينتجها التلفزيون المصري من أجل اهدار المال العام بعدما تخلى عن دوره في إنتاج الأعمال التي ترفع من قيمة هذا الوطن (ملاحظة لابد منها : حسن يوسف هو صاحب ضربة البداية في أكذوبة كنتاكي، ويشهد الله أنني سمعته يتكلم عبر 3 قنوات دفعة واحدة في اقل من نصف ساعة وهو ما يؤكد أن المكالمات كانت تتم بالتنسيق بدون أي فرق بين التلفزيون المصري والقنوات الخاصة) . حتى النجاح الزائف لتامر حسني هذا العام بين فئة محددة من الجمهور، لن يصمد طويلا مع ظهور مطربين شباب عرفوا كيف يعبروا عن الناس ومعظمهم انطلق من ميدان التحرير، ستحتاج المهمة إلى وقت كل تكتمل، كلما نجحنا في تطهير المجتمع من فلول مبارك، كلما سارت مصر نحو دولة ديموقراطية تحترم من يعيشون على أرضها، كلما تتطهر الفن المصري أسرع، دون الحاجة لقوائم سوداء يظن من وجدوا أنفسهم فيها أن نفيهم لوجودها هو الحل، ستختفي القوائم السوداء بالفعل ولن تهتم بها الصحف والصحفيين ولن يصنفوا الفنانين قريبا حسب وجودهم داخل او خارج تلك القائمة، لكن في ذاكرة كل مصري حر شريف نزل ميدان التحرير أو وقف في اللجان الشعبية، في ذاكرة هؤلاء كل فنان أو إعلامي اختار السلطة التي قهرت الناس الذين منحوه الشهرة والنجومية والمال، كان الناس في أشد الحاجة لهم فباعوهم مقابل إرضاء النظام، رحل النظام وسيرحلون معه إلا لو اعتذروا وتطهروا، فهل يفعلون، أشك .. !! للتواصل مع الكاتب عبر فايس بوك برجاء زيارة الرابط التالي http://www.facebook.com/abdelrahman.notes