استمرارًا لما تشهده جامعات مصر من أعمال عنف وبلطجة، من قبل بعض الطلاب الراغبية فى تعطيل الحياة الجامعية داخل جامعات مصر المختلفة، شهدت جامعات مصر في الفترة الأخيرة الكثير من أحداث العنف، وكان على رأسها الاحتجاجات العنيفة بين طلاب مؤيدي الرئيس المعزول والطلاب الآخرين بجامعة عين شمس وجامعة القاهرة وجامعة بني سويف وأسيوط وغيرها من الجامعات، لذلك ناقش المجلس الأعلى للجامعات في اخر اجتماعاته عودة الحرس الجامعي لحين استقرار الأوضاع ومن ثم تسير الأمور على طبيعتها. وفي نفس الإطار قال الدكتور "مصطفي كامل السيد" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الحرس الجامعي لم يبد شيئًا في تأمين الطلاب، مشيرًا إلى أن الداخلية لها أساليبها لفرض ما كانت تفعله في الجامعات قبل ذلك مجددا، وعودة الحرس الجامعي مرة أخرى يعني عودة النظم القمعية إلى الجامعات مرة اخرى، فنحن نريد ضمان الحقوق الكاملة للطلاب في التظاهر والتعبير عن رأيهم دون قمع. ومن جانبه قال دكتور "حسن نافعة" أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إنه لا يجب تدخل الداخلية في الأمن الخاص بالجامعات، مشيرًا إلى أن الطلاب على درجة كبيرة من الوعي، الذي يجعلهم يضبطون سلوكياتهم، وأن عودة الحرس الجامعي ربما تستفز الطلبة وتعيد تفكيرهم إلى ما كان يفعله في الماضي. وأضاف أنه من الممكن أن يكون هناك جهاز تابعا لإحدى شركات الأمن تحت الإدارة المباشرة من رئيس الجامعة، ويكون مزوّدا بالعناصر الأمنية الفعّالة وذات الكفاءة التي تحتاجها الجامعات، ويتم تدريبها للتعامل مع الطلاب، ويمكن أن تمنح تلك الأفراد مميزات شبيهة بالضبطية القضائية. ومن ناحية الأمنية انتقد اللواء "فؤاد علام" وكيل جهاز مباحث أمن الدولة الأسبق، الوضع الأمني في الجامعات، خاصة بعد اشتباكات طلاب الإخوان لمنع لقاء للدكتور عصام حجى المستشار العلمي لرئيس الجمهورية، مضيفاً "عودة الحرس الجامعي أصبح لازماً". وأكد علام أن تأمين الممتلكات الخاصة والعامة مسئولية وزارة الداخلية، طبقاً لكل دساتير العالم، مضيفاً "لا أعلم حكم إلغاء الحرس الجامعس تم بناء على أساس"، مؤكداً أن الظروف تستلزم عودة الحرس الجامعي، ومن حق أي شخص يرى مخالفة أمنية أن يبلغ عنها فوراً دون ضبطية. وشدد علام على ضرورة تيسير الحركة التعليمية، وطالب إدارات الجامعات بأن تكون حازمة ضد أي طالب يقوم بعمل يعطل الدراسة بإجراءات تأديبية، مؤكداً أن تعطيل الدراسة جناية. ومن جانبه قال "محمد عبد الفتاح عُمر" الخبير الأمني إن عودة الحرس الجامعي ذلك التوقيت هو أمرا مناسبا لطالب داخل الجامعة، مشيرًا إلى أن الحرس الجامعي سيتصدى فقط لفكرة الإرهاب ومن يحاولون تعطيل الدراسة ولن يمسوا الطلاب الملتزمين. وأكد أن لكل طالب الحق الكامل فى المشاركة فى الحياة السياسية بالجامعة لكن دون إلحاق أي أذى أو ضرر بالطلاب المتواجدين معه أو تعطيل سير الحياة الجامعية، موضحًا أن استمرار العنف في الجامعات أصبح أمر خطير جدا على استمرار الدراسة فيها، وهذا ما يهدد مستقبل جيل بأكمله. وأضاف الخبير الأمني فى حالة عودة الحرس الجامعي سيكون هناك اتفاق بين وزارة الداخلية ورؤساء الجامعات في آلية التعامل مع الطلاب الذين يثيرون الذعر، مؤكدًا أن عودة الحرس الجامعي لا تعني القمع لطلاب.